الرئيس الصالح وحكومته في غرفة الانعاش

الرئيس صالح في غرفة الإنعاش
عكس الإعلام الرسمي اليمني حالات التخبط والخوف والقلق التي تعيشه أسرة النظام الحاكم في اليمن منذ سقوط مبارك وإرغامه علي الرحيل من السلطة، رغم محاولات أركان النظام في مصر استخدام كل الوسائل من أدوات الترهيب والتحريض والترغيب مع شباب ميدان التحرير الأبطال الذين استحقوا حب واحترام الشعب المصري والعربي وكل شعوب العالم، هؤلاء شباب الفيس بوك الذين فجروا الانتفاضة في تونس وأرغموا الرئيس المخلوع زين العابدين على الرحيل، ومن ثم رئيس أقوى أنظمة الحكم الاستبدادية العربية حسني مبارك علي الرحيل، هؤلاء الشباب هم لاشك قادرين علي إسقاط الرئيس علي عبد الله صالح في أسرع انتفاضة للشباب اليمني العربي الأقوى، الذي كان السند القوي لانتفاضات الشباب في تونس ومصر.
أقول وأنا على كامل الثقة واليقين أن الرئيس صالح سوف يرحل من السلطة، ونحن لا نراهن على قيادات الأحزاب، نحن نراهن علي الأحرار والشرفاء من أبناء الشعب، وعلى القادة الشرفاء في مؤسسات الأمن والجيش، فالتغيير قادم قادم في اليمن، والمسالة متعلقة بالصمود والتحدي والإرادة القوية لكل الشباب في الاستمرار في الاعتصامات والمظاهرات وابتكار أساليب وطرق كثيرة لضمان أمنهم وصمودهم، ومواجهات التحديات الأخرى، منها التعسف والملاحقات والمطاردات والمضايقات ضدهم، فلا نستعرب أن يلجأ النظام الدكتاتوري العسكري الهمجي اليمني والرئيس صالح إلى كل الوسائل لإرهاب الشباب، وإلصاق تهم كيدية بهم مثل العلاقة بتنظيم القاعدة وقوى الحراك الجنوبي وجماعة الحوثيين، وكل ذلك بكل تأكيد يعجل من نهاية السقوط لنظام الرئيس علي عبدا لله صالح.

منذ سقوط مبارك والرئيس اليمني صالح يعقد الاجتماعات هنا وهناك ويصدر التوجهات بالعناية بالشباب وتنفيذ الإصلاحات الاجتماعية والسياسية، ويقدم العديد من التنازلات إلاَّ أنها لم تعد تجدي نفعاً، فالرئيس صالح لو كان عمل على تنفيذ برنامجه الانتخابي لانتخابات الرئاسة في اليمن ربما لكانت اليمن اليوم في وضع أفضل، لقد عرف الشعب في اليمن بأن الرئيس يكذب عليهم وان حياتهم المعشية قد تدهورت بشكل مخيف، وأن الرئيس صالح هو من قام بصناعة الفقر والإرهاب والفساد في اليمن، لخلق مستنقع من الفوضى والفساد وعدم الاستقرار والانفلات الأمني وتشجيع الحروب الأهلية بين القبائل، كل ذلك لتساعده علي استمرار حكمة وابتزاز دول العالم الحر باسم مكافحة الإرهاب وإدخال الشعب اليمني في دوامة الصراعات والإفساد والحروب القبلية لاستغلال ظروفهم وتجنيدهم وكسب ولائهم لتحقيق أهدافه وأهداف نظامه.

لقد سعي الرئيس اليمني صالح إلى نشر ثقافة الحقد والكراهية والتفرقة في أوساط الشعب في اليمن، وخلق التناقضات في أوساطهم وكسب ولاء رجال الدين والمشائخ واستخدامهم كأحد الأساليب والأدوات لقمع حرية الناس واصطادهم، وممارسة التعسف ضدهم، بالإضافة إلى شراء ذمم البعض من البشر، بالذات قادة الأحزاب وبعض مؤسسات المجتمع والكُتَّاب والصحفيين والأدباء وأساتذة الجامعات واستخدامهم كوسائل وأدوات لتجميل نفسه أمام العالم والتصدي للمعارضين السياسيين للرئيس علي عبد الله صالح، والوقائع كثيرة والقرارات الرئاسية الصادرة في الصحف الرسمية شاهدة ودليل ملموس عما نقوله.

نظام الرئيس صالح –اليوم- في حافة الهاوية، وعلينا التصدي والصمود، ورفض كل ما يقوم به الرئيس صالح مطالبين برحيله من السلطة، محذرين ضعاف النفوس من قيامهم بأي أعمال تخريبية وأعمال نهب لأملاك المواطنين ورجال المال والأعمال والشركات العربية والأجنبية العاملة في اليمن مذكرين بأننا سوف نتصدى لأعمالهم ونكشفهم أمام العالم بالصوت والصورة ومعنا بكل تأكيد كل أحرار وشرفاء العالم العربي من اللذين صنعوا الثورة في تونس ومصر، وها نحن سائرون في طريقهم في اليمن والجزائر, مؤكدين بأن إرادة الشعب لن تقهر وأن الشباب أراد الحياة فاستجاب له القدر. إذا القدر معنا فمن يكون ضدنا؟.. فالرئيس صالح وحكمه في غرفة الإنعاش حقا ’"فالموت هو الأقرب لهم", فلا خيار آخر لهم في اليمن إلاَّ الموت أو الرحيل، فلذلك نحن نطلب منهم أن يرحلوا، "فالشعب في اليمن لن يكن في نهاية الأمر مع الرئيس"، لأن الشعب مع التغيير وهو صانعه بكل تأكيد, فقد أشعل حماسهم شعب مصر وهم ليسوا أقل من شعب مصر في الاستجابة لانتفاضة الشباب والمشاركة معهم في إسقاط الرئيس صالح والقبول بعهد جديد في اليمن .