ثابت الاحمدي
6/4/2011
من الشمال القاهرة ومن الشرق تونس ومن الجنوب الزبيري وبينها العدل والحرية والرباط!
إذا كانت الأسماء لا تعلل كما يرى البعض، فإن لكل مسمى من اسمه نصيب كما يرى آخرون، وفعلا.. بقليل من التأمل في الخارطة المكانية لساحة التغيير وما حولها من الأماكن، ندرك ذلك يقينا، وكأن هذه المسميات بحد ذاتها جزء من العملية التغييرية..
لنقف أولا عند رمزية المنصة التي تقع في مجسم جمالي بديع رغم جمالية الفكرة والتصميم لم يلتفت إليه الكثير منذ تأسيسه وإلى اليوم، غير أن قادم الأيام والسنوات ستجعل منه شعارا أبديا، خاصة وأنه نص نبوي شريف «الإيمان يمان والحكمة يمانية» يختزل فلسفة شعب وتاريخ أمة.. لقربه من أكبر صرح علمي في البلد أيضا مزية أخرى يزيده دلالة أكبر وأهمية أكثر. هنا، وحول هذا الرمز الأثير لملم اليمانيون حكمتهم المتناثرة منذ عقود؛ بل منذ قرون غابرة، ووضعوا أول لبنة من لبنات البناء والتحديث على أساس من الحكمة والإيمان، ولعمري لو تنبهت لذلك السلطة منذ أول يوم اعتصام لأخلت لهم ميدان التحرير ولم تسبق إليه.
اسم الشارع الرسمي: شارع الوحدة؛ حيث توحدت فيه قلوب اليمانيين ومشاعرهم ومطالبهم أيضا بلغة واحدة في صورة فسيفسائية نادرة لم يعرف لها نظير على مدى التاريخ، هنا ابن حضرموت جنبا إلى جنب مع ابن الحديدة، وابن المهرة مع ابن صعدة على ذات المقعد الخشن الذي حولته السلطة إلى أريكة ناعمة، ابن صنعاء مع ابن الضالع.. يا لله!! من كان يخطر على باله هذا المشهد النادر؟! في شارع الوحدة توحدت كل القلوب والتقت كل المطالب، مثلما توحدت تلك الدماء الزكية لشهداء جمعة الكرامة وتلاقت وامتزجت ببعضها على تربة واحدة.
يقطع الشارع من الجهة الجنوبية له شارع الزبيري، وما أدراك ما الزبيري وثورته ونضاله ووطنيته وشعبيته الهادرة!! لا داعي للإسهاب هنا، فقط صوره المرفوعة في الساحة تغنيك عن ألف سؤال وسؤال مع رفاق دربه من قبله ومن بعده من الوطنيين الأحرار والشرفاء الذين حنت إليهم الجماهير، وحق لها أن تحن، كما أن أشعاره وأدبياته الثورية تعتبر وقود الثوار من الشباب المعتصمين إلى جانب الشاعر الكبير عبد الله عبد الوهاب نعمان وألحان أيوب طارش عبسي اللذين بخلت عليهما الدولة حتى الآن بشارع يحمل اسميهما، في الوقت الذي لم تبخل على المقربين والمتنفذين من منحهم شوارع ومدنا بترابها وأحجارها مكرمات ومداراة!!
أما من الجهة الشمالية للساحة فشارع القاهرة بامتداده الطويل الذي يوازي على التمام شارع الزبيري وكأنما يلفان معا بحميمية متناهية فلذات أكبادهما المتناثرة بينهما، وللقاهرة بنت مصر طبعا في نفوس اليمانيين ما لها.. هاتوا لي مثقفا من رواد الثورة اليوم لم يتتلمذ على يد مصري ما؟ هذا إضافة إلى أن الكثير من روادها هم أيضا من تلاميذ القاهرة ومن خريجي جامعاتها في مختلف التخصصات، ثم إن القاهرة التي تتلمذوا على يد أبنائها أو في جامعاتها، فنورت أبصارهم وبصائرهم بالأمس، هي اليوم من أضاءت لهم طريق الثورة السلمية على هذا النمط الإبداعي الأثير! أليس كذلك!!
يا للعجب!! من الجهة الشرقية لساحة الاعتصام يقع شارع تونس الذي يمتد من شارع القاهرة شمالا باتجاه شارع العدل جنوبا!! وتونس هي الشرارة الأولى للقاهرة ولصنعاء وطرابلس ودمشق والرياض أيضا!! وهلم جرا.
لا تزال المصادفات تترى.. أين تقع ساحة الاعتصام تحديدا؟ لمن لم يعرف: إضافة إلى ما ذكرنا يحتضن ساحة الاعتصام: شارع (العدل) شرقا وبموازاته أيضا: شارع (الحرية) والعدل والحرية: مفردات ومنطلقات وشعارات وغاية رجالات الثورة وشبابها.. ألم أقل لكم: لكل مسمى من اسمه نصيب؟!
أما إلى الجهة الغربية فإلى جانب جامعة صنعاء باعثة الروح ومشعلة النور، فإلى جنوبها أيضا شارع الرباط، وهناك (الرباط) والاعتصام، وبموازاته أيضا شارع الرقاص، حيث تتراقص طربا أحلام وتطلعات اليمانيين وهي «تحرس مجد الوطن» حتى تفيق على «فجر يوم صبي» في ضحوة فجره تضع لبنة البناء وعلى شعشعات ضوئه تبري سهم الانطلاق..
» فل تذهبو الي مزبلة التاريخ يا قادة اسرئيل علي العرب
» الحـــــــــــــراك اليمني السلمي
» المتظاهرون يقاومون بلاطجة النظام في صنعاء
» من للناس البسطاء
» كلمات الفضول غناء ايوب
» دعت لإلقاء القبض على أبنائه قبل الـ17 من يوليو
» رفضا لمحاولات وأد الثورة وتحويلهاإلى أزمة
» من يضغط على الأخر ومن سيحقق ما نريد