منتدى الافيوش

اهلا وسهلا بكم في منتدى الافيوش

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى الافيوش

اهلا وسهلا بكم في منتدى الافيوش

منتدى الافيوش

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الافيوش

منتدي اجتماعي و ثقافي

المواضيع الأخيرة

» أيوب طارش فنان الماضي والحاضر والمستقبل
العصبيه القبليه الجاهليه Emptyالإثنين أبريل 02, 2012 10:18 am من طرف ابراهيم الحيدري

» فل تذهبو الي مزبلة التاريخ يا قادة اسرئيل علي العرب
العصبيه القبليه الجاهليه Emptyالإثنين أبريل 02, 2012 10:05 am من طرف ابراهيم الحيدري

» الحـــــــــــــراك اليمني السلمي
العصبيه القبليه الجاهليه Emptyالخميس مارس 08, 2012 1:22 am من طرف ابراهيم الحيدري

» المتظاهرون يقاومون بلاطجة النظام في صنعاء
العصبيه القبليه الجاهليه Emptyالجمعة مارس 02, 2012 12:28 pm من طرف ابراهيم الحيدري

» من للناس البسطاء
العصبيه القبليه الجاهليه Emptyالأربعاء يوليو 13, 2011 11:24 am من طرف ابراهيم الحيدري

» كلمات الفضول غناء ايوب
العصبيه القبليه الجاهليه Emptyالأحد يوليو 10, 2011 11:57 am من طرف ابراهيم الحيدري

» دعت لإلقاء القبض على أبنائه قبل الـ17 من يوليو
العصبيه القبليه الجاهليه Emptyالجمعة يوليو 08, 2011 12:22 pm من طرف ابراهيم الحيدري

» رفضا لمحاولات وأد الثورة وتحويلهاإلى أزمة
العصبيه القبليه الجاهليه Emptyالجمعة يوليو 01, 2011 12:07 pm من طرف الفائشي

» من يضغط على الأخر ومن سيحقق ما نريد
العصبيه القبليه الجاهليه Emptyالأربعاء يونيو 29, 2011 11:30 am من طرف ابراهيم الحيدري

التبادل الاعلاني


2 مشترك

    العصبيه القبليه الجاهليه

    avatar
    عبدالواحد


    عدد المساهمات : 13
    تاريخ التسجيل : 08/01/2011

    العصبيه القبليه الجاهليه Empty العصبيه القبليه الجاهليه

    مُساهمة من طرف عبدالواحد السبت يناير 08, 2011 3:38 pm


    العصبية القبلية الجاهلية


    لقد حرص الإسلام على إقامة العلاقات الودية بين الأفراد والجماعات المسلمة، ودعم هذه الصلات الأخوية بين القبائل والشعوب، وجعل الأساس لذلك أخوة الإيمان، لا نعرة الجاهلية ولا العصبيات القبلية، ورسولنا أقام الدليل القاطع على حقيقة الأخوة الإيمانية وتقديمها على كل أمر من الأمور الأخرى، فها هو رسول الله يؤاخي بين المهاجرين والأنصار، وبين الأوس والخزرج، وأخذ ينمي هذه الأخوة، ويدعمها بأقوال وأفعال منه تؤكد هذه الحقيقة الغالية ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)) [مسلم (45)، البخاري (13)]. وقوله : ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)) [مسلم (2586)]. إلى غير ذلك من الأحاديث التي تقوي هذه الرابطة.
    ولقد أينعت هذه الأخوة وآتت أكلها أضعافاً مضاعفة، وكان المسلمون بها أمة واحدة تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم، فكانوا قوة يوم اعتصموا بحبل الله المتين، ولم تلن لهم قناة لمغامز الأهواء المضللة والأنانيات الفردية. لكن أعداء الإسلام لم يرق لهم هذا التماسك بين المسلمين، فحاولوا إثارة النعرات القبلية، والعصبيات الجاهلية، وجاهدوا لتمزيق وحدة المسلمين أمما وجماعات، فنجحوا في ذلك، واستجاب ضعاف الإيمان من أبناء الإسلام لهذه المكيدة، فأثيرت النعرات وعادت العصبيات الجاهلية وأصبح الافتخار بالقبيلة التي ينتمي إليها وباللون الذي يحمله أو الأحزاب التي يأوي إليها، وضعفت الأخوة الإيمانية، وقويت العصبية الجاهلية التي حذرنا نبينا منها، وأمرنا بالبعد عنها وعدم الركون إليها.
    [أخرجه مسلم (2584)] بسنده عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كنا مع النبي في غزاه، فكسع رجل من المهاجرين – أي ضرب – رجلاً من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فقال رسول الله : ((ما بال دعوى الجاهلية؟ قالوا: يا رسول الله، كسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار، فقال: دعوها فإنها منتنة)). نعم إنها منتنة كريهة قبيحة مؤذية؛ لأنها تخرج الإنسان من أصله الكبير، أخوة الإيمان إلى أمر حقير ذليل، إنها الأنانية القبيحة التي تظهر في هذه العصبية؛ لأنها تحيل إلى أمر قبيح نهاهم عنه نبيهم ، وأعلمهم أنه منتن، وهو الصادق المصدوق . وإن الافتخار بالآباء والاعتزاز بالانتماء القبلي قد يدفع المرء إلى النار التي حذرنا الله منها، ذلك أنه قد يفتخر بالكفرة من آبائه وأجداده، وما دفعه لذلك إلا العصبية الجاهلية، وتعالوا بنا نسمع هذا الحديث الذي [أخرجه أحمد (5/128) بإسناد صحيح] عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: انتسب رجلان على عهد رسول الله فقال أحدهما: أنا فلان بن فلان، فمن أنت لا أم لك. فقال رسول الله : ((انتسب رجلان على عهد موسى عليه السلام، فقال أحدهما: أنا فلان ابن فلان حتى تسعة، فمن أنت لا أم لك؟ قال: أنا فلان ابن فلان ابن الإسلام، قال: فأوحى الله إلى موسى عليه السلام: أن هذين المنتسبين، أما أنت أيها المنتمي إلى تسعة من النار، فأنت عاشرهم، وأما أنت يا هذا المنتسب إلى اثنين في الجنة فأنت ثالثهما في الجنة)). لقد لقن رسول الله هذا المفاخر بآبائه درساً يردعه، ويردع أمثاله عن هذا الباطل، فقد حدثهم أن رجلين من بني إسرائيل في زمن موسى عليه السلام اختلفا وتنازعا فافتخر أحدهما بالآباء العظام، وعدد تسعاً من آبائه، ثم واجه صاحبه محقراً موبخاً له قائلاً: فمن أنت لا أم لك؟ إن افتخاره بآبائه واحتقاره لمخاطبه يدل على مرض خبيث كان يسري في كيان هذا الرجل وأمثاله، فهو يرى أن أصوله تعطيه قيمة ترفعه على غيره، وتجعله يمتاز بأولئك الآباء، وأن غيره ممن لا يشاركه في تلك الأصول لا يستحق أن يساوى به، ولذا فهو في مرتبة دونه، وقد كان الرجل الآخر صالحاً، فقال منتسباً: أنا فلان ابن فلان ابن الإسلام، رفض أن يمدح نفسه بغير هذا الدين القويم الذي يفتخر به كل عاقل حصيف، وهذا يذكرنا سلمان الخير، سلمان الفارسي – رضي الله عنه – لما سئل عن نسبه قال: أنا ابن الإسلام. ولما بلغ عمر مقولته هذه بكى، وقال: أنا ابن الإسلام.
    ان العصبية منسوبة إلى العصبة، وعصبة الرجل أقاربه من جهة أبيه، سمُّـوا عصبة لإحاطتهم به إحاطة العصابة بالرأس. قال ابن منظور: "وعصبة الرجل الأقارب من جهة الأب لأنهم يعصبونه ويعتصب بهم أي يحيطون به ويشتد بهم". ولا يحصر الإسلام مفهوم العصبية المقيتة في نصرة المرء لقومه فحسب، بل يعديه إلى كل أنواع الولاءات التي يقوم التناصر فيها على أساس من ذلك الانتماء وهو نصرة الرجل القوم الذين ينتمي إليهم، سواء أكانوا محقين أو مبطلين، فالذي ينصر أهل مذهبه أو أهل قريته أو أهل مدينته وموطنه أو ينصر أهل لونه، كل ذلك هو من العصبية المزعومة. أما الذي يناصر من ينتمي إليهم إذا كانوا محقين ويمنعهم عن ظلمهم إذا كانوا ظالمين فليس ذلك من العصبية، فقد حول الإسلام المفهوم الخاطئ لشعار أهل الجاهلية: "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً" إلى مفهوم صحيح ببيان أن نصرة الأخ الظالم تكون برده وكفه عن ظلمه، ذلك أنك بكفك إياه عن الظلم تنصره على نفسه وهواه وشيطانه، وتنجيه في الدنيا مما يمكن أن يحيق به من غضب ربه، وفي الآخرة تمنعه من النار.
    أضرار العصبية:
    الذي يتعصب لأهل وطنه أو قبيلته وجنسه يظن نفسه من طينة غير طينة البشر، ولذا فإنه يتعاظم في نفسه ويعظم في عينيه من يتعصب لهم ويرى غيرهم دونهم في الفضل والمكانة، ويرى أن من حقه أن يسود وتسود أمته، وبذلك ينشأ الصراع بين المسلمين بناءً على تصورات فاسدة موهومة.
    وقد حولت العصبية الجاهلية العرب إلى أعداء وحولت الجزيرة العربية إلى ساحة صراع، وقد أخبرنا ربنا بالحال الذي كان أهل الجاهلية عليه في قوله -تعالى-: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً)(آل عمران:103).
    وإذا طالعنا تاريخ العرب قبل الإسلام؛ لا نجد وصفاً للعلاقة التي كانت سائدة بينهم أدق من التعبير القرآني (أَعْدَاءً) وليس هذا الوصف قصراً على عرب الجاهلية، بل ينطبق على كل من تعصب تعصبهم وسار مسيرتهم.
    أنواع العصبية:
    النوع الأول:
    عصبية القرابة والنسب: وهي أن يتعصب المرء لأهل قرابته ونسبه محقين كانوا أو مبطلين، ولا يزال لهذه العصبية وجود حتى اليوم؛ ولازلنا نرى في أيامنا هذه حروباً طاحنة في مختلف دول العالم يتسبب في إثارتها اختلاف الأعراف والقبائل والأجناس.
    النوع الثاني:
    التعصب للمبادئ والمذاهب وقد شكل أصحاب هذا النوع من العصبية تيارات وتجمعات في العالم الإسلامي، فترى الفرد من هذه الجماعات يناصر جماعته سواء كانوا محقين أم مبطلين، وبعض هذه التجمعات لا تسمح للفرد أن يخالف الجماعة بحال من الأحوال وإلا مصيره الطرد من إطارها.
    قد يقال: فاتباع الإسلام ومناصرته هو أيضاً عصبية!!
    والجواب:
    أن الإسلام دين الله وهو حق الله، ومتابعة الحق ليس من العصبية في شيء، أما مناصرة المسلم للمسلم ومناصرته لأمة الإسلام فإن الواجب على المسلم حتى يتخلص من العصبية أن ينصرهم إذا كانوا مستمسكين بالحق قائمين عليه، فإذا حادوا عنه وجب عليه نصحهم وردهم عن ظلمهم وخطئهم.
    والتجمعات الإسلامية لا يكون أتباعها متعصبين لها إذا تابعوها في حال استقامتها على الإسلام، ونصحوا لها حينما تخالف أمراً من أموره أو حكماً من أحكامه، فإن كانت الجماعة لا تسمح لأفرادها بالمخالفة والمعارضة وكان الأفراد ملزمين بالمتابعة في كل حال فتلك عصبية يرفضها الإسلام.
    النوع الثالث:
    العصبية الإقليمية: وهذه العصبية نشأت بعد تشكل الكيانات السياسية في العالم الإسلامي على إثر انهيار الدولة العثمانية ، فضعفت الأمة الإسلامية، وسهل على أعدائنا السيطرة علينا والتلاعب بنا.
    وقد كان سبب اندثار الأندلس وزوال ملك المسلمين فيها هو انقسامها إلى دول وممالك، فقد وقع الصراع والقتال فيما بينها حتى زال ملك المسلمين من تلك الديار.
    ها هو التاريخ يعيد نفسه؛ فقد قُسمت الأمة الإسلامية إلى دول فاقت على الخمسين، وأخذ القائمون على الأمر في كل قطر ينفخون في المسلمين القاطنين في قطرهم ويذكون فيهم روح العصبية، وبدأت تتشكل لكل أهل قطر عصبية يعتزون بها، فالمصري يظن أنه يملك من الخصائص ما يميزه على غيره، وكذلك السعودي والفلسطيني والكويتي، وبدأ هذا الداء يسري حتى إلى حملة الدعوة الإسلامية بشكل أو بآخر وثارت الحروب بين هذه الكيانات في بعض الأحيان.
    أما النزاعات فيما بينها على الحدود المشتركة فأمر سارت بأخباره الركبان.
    أما تخصيص المكاسب المغانم والوظائف بأهل ذلك القطر وتقديمهم على غيرهم، ومنع غير أصحاب ذلك القطر من دخول البلد إلا بإذن، فأصبح وكأنه أمر مقرر لا ينازع فيه، وكلما امتد الزمان ترسخت العصبيات الإقليمية في ديار الإسلام حتى أنها امتدت إلى أهل القطر الواحد، فتجد أهل كل ناحية منه يتعصبون لها فهنا في مصر مثلاً نجد الإسكندراني والمصراوي والصعيدي والبحراوي والمنوفي والكفراوي -نسبة إلى مدينة كفر الشيخ- والدمياطي وغير ذلك.
    كل واحد يتعصب إلى ناحيته وربما في سبيل ذلك يسفكون دماء غيرهم وتسفك دماؤهم.
    النوع الرابع:
    عصبية اللون: وتأثير هذا النوع ضعيف في الأمة الإسلامية فألوان البشر في عالمنا الإسلامي قلما توجد مشكلة، ولكن هذا النوع متعمقة جذوره في عالم الغرب.
    موقف الإسلام من العصبية:
    توالت التوجيهات النبوية محذرة من العصبية الجاهلية بشتى أنواعها، وهي تحذيرات مخيفة ترهب الذين يخشون ربهم ويخافون وقوفهم بين يديه.
    روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات ميتة جاهلية ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لِعَصَبَةٍ أو يدعو إلى عَصَبَةٍ أو ينصر عَصَبَةً فقتل فقتْلةٌ جاهلية)، وفي رواية عند مسلم: (من خرج من الطاعة وفارق الجماعة ثم مات ميتة جاهلية ومن قتل تحت راية عمية يغضب للعَصَبَة ويقاتل للعَصَبَة فليس من أمتي).
    وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالآبَاءِ مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ أَنْتُمْ بَنُو آدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ لَيَدَعَنَّ رِجَالٌ فَخْرَهُمْ بِأَقْوَامٍ إِنَّمَا هُمْ فَحْمٌ مِنْ فَحْمِ جَهَنَّمَ أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللَّهِ مِنْ الْجِعْلانِ الَّتِي تَدْفَعُ بِأَنْفِهَا النَّتِنَ)(رواه أبو داود وحسنه الألباني)، وروى أبو داود بإسناد صحيح عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: (مَنْ نَصَرَ قَوْمَهُ عَلَى غَيْرِ الْحَقِّ فَهُوَ كَالْبَعِيرِ الَّذِي رُدِّيَ فَهُوَ يُنْزَعُ بِذَنَبِهِ)(رواه أبو داود، وقال الألباني صحيح موقوفاً ومرفوعاً).
    إن التجمع والتناصر على أساس العصبية الجاهلية يناقض أصول الإسلام وتعاليمه.
    إن المسلم الذي آمن بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- رسولاً، يمتلئ قلبه بحب الله -تبارك وتعالى- وحب الذين يحبهم الله -جلا وعلا-، وبغض الذين يبغضهم، فهو يوالي أحباب الله ويناصرهم ويبغض أعداء الله ويعاديهم.
    إن الموقف الذي يجب على المسلم أن يقفه من قومه إن تنكبوا الطريق وخالفوا الدين الذي جاءهم من عند الله، هو موقف إبراهيم -عليه السلام- والذين آمنوا معه: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ)(الممتحنة:4).
    إن التجمع الذي يريده الإسلام ويرتضيه هو الاجتماع على الإسلام، فالإسلام يصلح القلوب والنفوس ويشكل من المؤمنين به أمة واحدة تتراص صفوفها حتى تشكل بناءً واحداً هو دولة الإسلام، وتصبح أمة الإسلام كالجسد الواحد الذي تسري فيه روح واحدة والمسلمون يتناصرون ويوالي بعضهم بعضاً بالإسلام وبه يرحم بعضهم بعضاً ويعاون بعضهم بعضاً، فهم يد على من سواهم كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) متفق عليه.
    إن ميزان التفاضل لا يعود في الإسلام إلى الأجناس والألوان والأقاليم، بل يعود إلى التقوى والصلاح (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ )(الحجرات:13)، وهو ميزان عالمي إلهي رباني، ولقد صهر الإسلام الأجناس والشعوب والقبائل في بوتقة واحدة على الرغم من اختلاف ديارهم ولغاتهم وألوانهم، وشكلوا جميعاً دولة واحدة يحكمها حاكم واحد يقودها بكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
    لقد رسم لنا القرآن طريق الخلاص من دنس العصبية بقوله: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا)، والمناداة بالعصبية تنافي الاعتصام بحبل الله، وهي في الوقت نفسه دعوة إلى الفرقة والاختلاف وردة إلى الجاهلية الأولى، حيث جعلت العصبية الأمة الإسلامية أمة متعادية، وقد ذكَّرنا الله بحالهم تلك محذراً من عودتنا إليها (وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً).
    فليعلم المسلمون أن رفعهم لراية العصبية يذلهم ويضعفهم ويسلط أعداؤهم عليهم، وهاهي الأحداث شاهدة على صدق ما نقول. ان الفخر بالآباء أو القبيلة أو بالعصبية الجاهلية مع غمز الآخرين والطعن فيها، وأنهم لا يساوونه في النسب مرض فتاك قاتل، يخبث النفس، ويشعل العداوة، ويفرق الجماعة، ويوجد البغضاء والعداوة بين أفراد المجتمع الواحد، وقد يؤدي إلى تمزيق المجتمع وجعله أحزاباً وطوائف. لقد اشتد النبي في محاربة هذا الداء العضال، ونهى أمته عن الوقوع فيه، وبين لهم حقيقة أمرهم ليكونوا على بصيرة من ذلك. أخرج الترمذي (23955) بإسناد حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال: ((لينتهن أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا، إنما هم فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعل الذي يدهده الخرء بأنفه، إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية – أي كبرها ونخوتها – إنما هو مؤمن تقي، وفاجر شقي، الناس كلهم بنو آدم، وآدم خلق من تراب))
    نبيل العديني
    نبيل العديني


    عدد المساهمات : 188
    تاريخ التسجيل : 16/01/2011
    العمر : 46
    الموقع : http://www.123arab.com/vb/index.php

    العصبيه القبليه الجاهليه Empty رد: العصبيه القبليه الجاهليه

    مُساهمة من طرف نبيل العديني الثلاثاء يناير 25, 2011 8:29 am

    شكرا لك
    وفيت والله

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء يوليو 02, 2024 7:54 am