منتدى الافيوش

اهلا وسهلا بكم في منتدى الافيوش

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى الافيوش

اهلا وسهلا بكم في منتدى الافيوش

منتدى الافيوش

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الافيوش

منتدي اجتماعي و ثقافي

المواضيع الأخيرة

» أيوب طارش فنان الماضي والحاضر والمستقبل
الشيشان ملفات ساخنه  Emptyالإثنين أبريل 02, 2012 10:18 am من طرف ابراهيم الحيدري

» فل تذهبو الي مزبلة التاريخ يا قادة اسرئيل علي العرب
الشيشان ملفات ساخنه  Emptyالإثنين أبريل 02, 2012 10:05 am من طرف ابراهيم الحيدري

» الحـــــــــــــراك اليمني السلمي
الشيشان ملفات ساخنه  Emptyالخميس مارس 08, 2012 1:22 am من طرف ابراهيم الحيدري

» المتظاهرون يقاومون بلاطجة النظام في صنعاء
الشيشان ملفات ساخنه  Emptyالجمعة مارس 02, 2012 12:28 pm من طرف ابراهيم الحيدري

» من للناس البسطاء
الشيشان ملفات ساخنه  Emptyالأربعاء يوليو 13, 2011 11:24 am من طرف ابراهيم الحيدري

» كلمات الفضول غناء ايوب
الشيشان ملفات ساخنه  Emptyالأحد يوليو 10, 2011 11:57 am من طرف ابراهيم الحيدري

» دعت لإلقاء القبض على أبنائه قبل الـ17 من يوليو
الشيشان ملفات ساخنه  Emptyالجمعة يوليو 08, 2011 12:22 pm من طرف ابراهيم الحيدري

» رفضا لمحاولات وأد الثورة وتحويلهاإلى أزمة
الشيشان ملفات ساخنه  Emptyالجمعة يوليو 01, 2011 12:07 pm من طرف الفائشي

» من يضغط على الأخر ومن سيحقق ما نريد
الشيشان ملفات ساخنه  Emptyالأربعاء يونيو 29, 2011 11:30 am من طرف ابراهيم الحيدري

التبادل الاعلاني


    الشيشان ملفات ساخنه

    ابراهيم الحيدري
    ابراهيم الحيدري
    Admin


    عدد المساهمات : 339
    تاريخ التسجيل : 05/01/2011
    العمر : 38
    الموقع : afush.montadaarabic.com

    الشيشان ملفات ساخنه  Empty الشيشان ملفات ساخنه

    مُساهمة من طرف ابراهيم الحيدري الخميس أبريل 28, 2011 8:38 am

    الموقع الجغرافي للشيشان

    قصة الإسلام

    جمهورية الشيشان من البلدان الإسلامية التي ضمتها الجمهورية الروسية قسرًا إليها عام 1920، ورغم شهرتها إلا أن الشيشان ذات مساحة محدودة تبلغ (17.000 كم2)، تقع في منطقة جبال (القوقاز) - التي تمتد بطول 60 ميلاً ما بين البحر الأسود غربًا وبحر قزوين شرقًا - وهي في الجنوب إلى )موسكو( بحوالي 1000 ميل، ويحدها كل من (داغستان) و(جورجيا) وجنوب (أوسيتا) من الجنوب و(داغستان) و(روسيا) شمالا، و(أوسيتا) الشمالية و(أنجوشيا) غربًا، ويسكن الشيشانيون شمال (القوقاز) منذ أمدٍ بعيد، وكانوا يعرفون باسم (يناخ) ، وسماهم الرومان شعوب الكيست Kist.

    وترجع تسمية الشيشان بهذا الاسم إلى القرية الشيشانية (تشتشن) الواقعة على (نهر الأرجون) جنوب شرق العاصمة (جروزني)، وكان الروس أول من استعمله عام 1708م.

    عرف شعب الشيشان الإسلام قبل ألف عام عن طريق التجار العرب، ويغلب على معظمهم النزعة الصوفية؛ فهم شعبٌ مسلم سنّي في معظمه يتبع المذهب الشافعي، كما تتمتع الحركات الصوفية بنفوذ كبير في بلاد القوقاز بصفة عامة.

    يقدر سكان الشيشان عام 2002م بحوالي 1.103.700 (مليون ومائة وثلاثة آلاف وسبعمائة)، ويدخل في سكان الشيشان عروق أخرى مثل الروس، و الأنجوش، و الداغستان، و الأرمن، وغيرهم من التتر والترك واليهود. وتمثل القومية الشيشانية كبرى القوميات (85% من السكان).

    العاصمة

    عاصمة الشيشان هي (جروزني)، وهي كلمة شيشانية تعني المرعب، وتستأثر بحوالي ثلث سكان الشيشان، وهي مدينة محصنة تقع على رابية حول (نهر السونج)، يحيط بها مجموعة محصنة من القلاع أشهرها (قلعة بريجرادني)، وتعد (جروزني) مركزًا تجاريًا صناعيًا سياسيًا مهمًا، ويذكر أن الرئيس الشيشاني (أصلان مسخادوف) قد غير اسمها إلى (جوهر) تيمنًا بالقائد (جوهر دوداييف) الذي أعلن استقلال الشيشان عن روسيـا.

    ومن المدن الهامة الأخرى في الشيشان :مدينة (جودرميس)، وتعد ثاني مدينة في الشيشان من حيث الأهمية السياسية و الاقتصادية، وكذلك مدينة (أوروس مارتان)، و(أرجون)، و(شالي).

    وقد اشتهر سكان منطقة (القوقاز) منذ القدم بلغاتهم الأصلية، وتتميز اللغة الشيشانية من بينها بعدة لهجات، وظلت اللغة الشيشانية تكتب بالحروف العربية حتى أواسط العشرينيات من القرن العشرين، ثم استبدلت بالحروف الكيريلية الروسية.

    يتميز الشيشانيون بطولهم و نحافتهم و قوة بنيانهم ، كما يتمتعون بالشجاعة و كرم الضيافة.
    ابراهيم الحيدري
    ابراهيم الحيدري
    Admin


    عدد المساهمات : 339
    تاريخ التسجيل : 05/01/2011
    العمر : 38
    الموقع : afush.montadaarabic.com

    الشيشان ملفات ساخنه  Empty رد: الشيشان ملفات ساخنه

    مُساهمة من طرف ابراهيم الحيدري الخميس أبريل 28, 2011 8:41 am

    الموارد الاقتصادية والاستراتيجية
    الاقتصادية:
    يعتمد الاقتصاد الشيشاني على البترول، الذي تتركز عمليات استخراجه وتكريره ومصانعه في المنطقة الواقعة بين (جروزني) و(جودرميس) ويقع أكبر مصنع لتكريره في العاصمة (جروزني)، ولا شك أن تدفق النفط في منطقة (بحر قزوين) يجعل (روسيا) مستعدة لدفع أي ثمن في سبيل إبقاء كافة الأراضي في الجنوب تحت سيطرتها، خاصة في ظل التوغل الأمريكي الأوربي في (القوقاز) و(آسيا الوسطى).
    الاستراتيجية:
    الشيشان جزء من إقليم القوقاز؛ ذلك الإقليم الجبلي الذي يقع بين البحر الأسود في الغرب وبحر قزوين في الشرق والذي تتقاسمه أربع دول هي : (روسيا)، و(جورجيا)، و(أذربيجان)، و(أرمينيا).
    ويتفق الباحثون على تقسيم القوقاز سياسيًّا إلى قسمين هما : القوقاز الشمالي ويشمل ست جمهوريات خاضعة للسيادة الروسية وهي : (الشيشان)، و(داغستان)، و(أوسيتيا الشمالية) ، و(قبردين - بلغاريا)، و(قارتشي - شيركيسيا) ، و(الأديغة).
    والقوقاز الجنوبي ويشمل ثلاث جمهوريات هي : (أذربيجان)، و(أرمينيا)، و(جورجيا). وكانت خاضعة هي الأخرى حتى عهد قريب للإمبراطورية السوفييتية التي حكمت (القوقاز) الموحد شماله وجنوبه.
    ورغم الأهمية المطلقة لإقليم القوقاز فإن وزنه النسبي قد اختلف بتغير خريطة (روسيا) الجغرافية - السياسية؛ على النحو التالي:
    أولاً: قبيل تفكك الاتحاد السوفيتي كانت المناطق الإسلامية في (القوقاز) تقع داخل البيت الروسي ذاته وبعيدة نسبياً عن الحدود الروسية التركية والروسية الإيرانية بوجود كل من (أرمينيا) و(أذربيجان) و(جورجيا) كمناطق تخوم داخل البيت السوفيتي، أما الآن فإن (الشيشان) و(داغستان) وغيرهما من جمهوريات (القوقاز) الشمالي في جنوب (روسيا) باتت تمثل الحدود الدولية لـ(روسيا) مع الجيران، ومع أن (الشيشان) جمهورية صغيرة لا تصل مساحتها إلى 0.5 % من إجمالي مساحة (روسيا)، ولا يزيد سكانها عن 0.7 % من إجمالي سكان (روسيا)؟ إلا أن فكرة عودتها صاغرة إلى البيت الروسي غير واردة، كما أن مفهوم الأمن القومي الروسي يضع كل شبر في الجنوب القوقازي في بؤرة اهتماماته؛ لأنه يمثل أحد أهم مناطق الصراع الدولي بعد (الشرق الأوسط) و(إيران) و(العراق).
    ثانياً: كما أن التاريخ الحربي الروسي مولع بالوصول إلى المياه المفتوحة، خاصة (البحر الأسود)، وإذا كانت (روسيا) تطل على 12 بحراً يتعرض معظمها للتجمد في فصل الشتاء، فإن الأهمية الجيو استراتيجية لموقع القوقاز الشمالي، الذي تترامى فيه جمهورية (الشيشان) وأخواتها فيما بين (البحر الأسود) و(بحر قزوين) - والذي يسبح فوق بحر من البترول - لا يدع مجالاً للاعتقاد بإمكانية تخلي (روسيا) عن (الشيشان) طواعيةً أبدًا.
    ومع الحرمان الروسي من النوافذ الساحلية التي فقدتها مع استقلال (أوكرانيا) و(جورجيا) و(أذربيجان) و(أرمينيا)، صارت (الشيشان) ذات أهمية خاصة لـ(روسيا)، و(روسيا) غير مستعدة للتضحية بأي قدم بحري حتى ولو كان على بحر مغلق كـ(بحر قزوين) أو بحر شبه مغلق كـ(البحر الأسود).
    ثالثـًا: إن تدفق النفط في منطقة (بحر قزوين) يجعل (روسيا) مستعدة في سبيل إبقاء كافة الأراضي في الجنوب تحت سيطرتها لدفع أي ثمن.
    رابعاً: أفضت أحداث الحادي عشر من سبتمبر - التي اتخذتها (الولايات المتحدة) ذريعة لحربها في أفغانستان - إلى وصول القواعد العسكرية الأمريكية إلى أطراف البيت الروسي، وصارت (الشيشان) وباقي جمهوريات (القوقاز) على مرمى حجر من هذه القوات التي تتوغل رويداً رويداً في جمهوريات (آسيا الوسطى). وإن كانت (روسيا) - لأسباب متعددة - لا تعارض التوغل الأمريكي؛ إلى الحد الذي أعلن فيه في مطلع شهر يوليو 2002 عن قيام عمليات عسكرية روسية أمريكية جورجية مشتركة على حدود الشيشان في منطقة وادي بنكيسي للبحث عن مقاتلي القاعدة.
    خامساً: تتمحور الخطط الاستراتيجية الروسية - على المستوى الإقليمي - على تدعيم تماسك الدولة الروسية وتأكيد (الاتحاد الروسي).
    ابراهيم الحيدري
    ابراهيم الحيدري
    Admin


    عدد المساهمات : 339
    تاريخ التسجيل : 05/01/2011
    العمر : 38
    الموقع : afush.montadaarabic.com

    الشيشان ملفات ساخنه  Empty رد: الشيشان ملفات ساخنه

    مُساهمة من طرف ابراهيم الحيدري الخميس أبريل 28, 2011 8:46 am



    تاريخ الصراع الشيشاني الروسي
    1- روسيا القيصرية :
    لم تخمد حركة المقاومة الوطنية الإسلامية في المنطقة منذ محاولات روسيا القيصرية وحتى اليوم، ويعود الفضل في ذلك إلى رموز وطنية وإسلامية أدركت أهمية الدين في توحيد الفصائل والعشائر، وكان (الشيخ منصور أوشورم) علامة بارزة في هذا الشأن؛ وهو صوفي جمع حوله عشرات الآلاف من المريدين، وأعلن الجهاد ضد الروس ولكنه هزم في معركة (نهر السونجا)، ثم اعتقل ومات في السجن عام (1793م)، وانتهى الأمر بمريديه إلى اللجوء للجبال، واستمرت المقاومة زهاء ثلاثين عامًا. ثم ظهر (الإمام شامل) الذي ينتمي إلى (النقشبندية)، وهو الذي أسس دولة إسلامية في (الشيشان) و(داغستان)، لكنها لم تمتد طويلا بعد أن قُبض عليه وأُعدم في (1859م)، وفَرّ أتباعه إلى الجبال وإلى (مكة) و(المدينة) و(تركيا)، وانتهى عصر (النقشبندية) ليأتي دور (القادرية)، والتي دخلت (القوقاز) في عام (1861م) على يد (حاجي كونتا كشييف). وفي عام (1864م) قام الروس بقتل 4000 شيشاني في منطقة (سالي) وانتفض الشيشانيون في الفترة ما بين (1865- 1890م)، وامتدت الانتفاضة مع الثورة البلشفية (1917م) كذلك، وقادها الحاج (أذن) ولمدة ثماني سنوات حتى أعلن (إمارة شمال القوقاز)، وكان الحاج (أذن) لا يرى فرقًا بين القياصرة والملاحدة، وتوعّد من ينسى اللغة العربية أو يتعمّد الكتابة من اليسار إلى اليمين قائلاً: "أيما مهندس أو تلميذ أو أي أحد على العموم يكتب من اليسار إلى اليمين فسوف يتم شنقه".
    وفي عام (1925م) تم سحق الانتفاضة وأعلنت الحرب على الشيشانيين والمتصوفة، واعتقلت السلطات السوفيتية أنصار الشيخ والمريدين واستمرت المحنة حتى بداية الحرب العالمية الثانية، ولجأ الأتباع مرة أخرى إلى الجبال ليعيدوا تنظيم أنفسهم من جديد.
    2 - ستالين وخرتشوف وسياسة الإبعاد:
    لم يكن الروس ليرضوا بهذا النوع من المقاومة المستمرة، والتي لم تشهد لحظات فتور أو قبول بالأمر الواقع، وما إن سنحت الفرصة مرة أخرى في عصر ستالين وفي الحرب العالمية الثانية حتى اتهمهم بأنهم خونة وعملاء لـ(ألمانيا) وحلفاء لها، والواقع يقول بأن فصيلاً من الشيشانيين راهنوا على انتصار الألمان الذين احتلوا (شمال القوقاز) بين عامي (1942- 1943م) ووعدهم بالحرية إذا ما أيدوهم، لكن بقية الشعب وبالرغم من تاريخ الكراهية الممتد مع الروس إلا أنهم كانوا على قناعة أن الألمان لو انتصروا فلن يمنحوهم حقهم في الاستقلال؛ لأن الألمان يرون شعوب العالم دونهم عرقيًا !! وفي عام (1944م) بدأ طريق الإبعاد عن (الشيشان) بل و(القوقاز)، فقد قامت قوات ستالين في (23 فبراير 1944م) بإبعاد قرابة مليون مسلم من ست جنسيات قوقازية من بينهم (الشيشان) و(الداغستان) و(البلكار) و(مشدين) والأتراك والأكراد إلى (وسط آسيا).
    هذا وقد تم تهجير وتشريد الشعب الشيشاني مرتين: المرة الأولى عام (1850م) إلى (تركيا) ومنها انتشروا في المناطق المجاورة من بلاد الشام؛ وكان ذلك بسبب مطالبتهم بالإفراج عمن سجنوا من أئمتهم . وبدأ التهجير الثانى في (فبراير 1944م) بزعامة (ستالين)، إلى سيبريا التي تصل درجة الحرارة فيها إلى 50 تحت الصفر، بعد أن حشروا في عربات قطارات البضائع دون طعام ولا ماء، وتحت تهديد السلاح، فمات 50% منهم. وعندما أذن لباقي الأحياء بالعودة عام (1956م) في عهد (خرتشوف)، لم يرجع سوى 30% فقط ليجدوا الروس قد احتلوا كل شيء، وأغلقوا 800 مسجد، وأكثر من 400 مدرسة لتعليم الدين واللغة العربية، ولكن شيئًا من ذلك لم يثن عزيمتهم، يقول الشاعر الروسي سولجينتيسن: "إن ما حدث كان له أكبر الأثر في تقوية الوازع الديني للمهاجرين في المنفى، وإن غياب المساجد أو هدمها أو إغلاق المدارس لم يكن عائقًا أمام استكمال التعليم الديني الذي عاد على شكل حلقات ودروس خاصة".
    أما أهل الجبال وأصحاب العزائم الشديدة فقد جمعوا في إسطبلات الخيول وسكب عليهم البترول وأحرقوا أحياء، كما أحرق الروس أهل (قرية خيباخى) جميعًا، شيوخًا ونساءً وأطفالاً، وكانوا ألف نفس بشرية.
    * حرب الشيشان الأولى:
    على مدار الفترة (1957- 1990م) (موعد إعلان الاستقلال) لم يكن هناك ما يعكر الهدوء، كما أن روسيا رفضت أن تعترف بجريمتها في الشيشان ، بل رفضت فتح الملف نهائيًا، ورغم ذلك بقيت ذكريات تلك الأيام ماثلة في أذهان الشيشانيين.
    وفي التاسع من يونيو عام 1991 عقد المجلس الوطني الشيشاني جلسة أقر فيها قرار الاستقلال ودعا إلي الانفصال، لكن الصراع بين (جورباتشوف) و(يلتسين) كان طاغيًا على الساحة، ولم يلتفت الروس إلى الشيشان آنذاك، وربما كان ذلك ترتيبًا ذكيًا من (يلتسين) الذي بدا كديمقراطي يرفض كل مساوئ الشيوعية، والذي حاز على 80 من أصوات الناخبين (الشيشان) في الانتخابات التي جرت في 12/6/91.
    لم يكن الروس في وضعية تؤهلهم لخوض الحرب في (الشيشان)؛ فالأمور الداخلية تتسارع بشكل كبير، وتفكك الاتحاد السوفيتي جعل من البحث عن ميراثه أولوية روسية، ولظنهم أن (جوهر دوداييف) يمكن أن يكون حليفًا يوما ما، فهو رافض للشيوعية مثله في ذلك مثل (يلتسين)، ولكن (دوداييف) استثمر الفترة (1991- 1994م) في ترسيخ الانفصال وتأكيد هوية الدولة الجديدة؛ فقام بحل أجهزة الأمن والمخابرات التابعة لروسيا، كما قامت قواته بالسيطرة على مخازن الأسلحة والذخيرة، وطرد القوات الروسية التي تركت خلفها 80 % من أسلحتها الثقيلة، وفي (مارس 1992م) تم إقرار الدستور..
    وفي (29 نوفمبر 1994م) بدأت الحرب الشيشانية الأولى: وذلك عقب عملية عسكرية فاشلة في (26 نوفمبر 1994م) إثر كمين نصبه الشيشانيون لرتل من الدبابات الروسية وتم أسر (60 جنديًا روسيًا)، أعلن بعدها مجلس الأمن القومي قراره بإرسال قوات إلى (الشيشان) وأطلق (يلتسين) يومها إنذاره الشهير والذي طالب فيه الشيشانيين بالاستسلام في ظرف يومين امتد إلى سنتين!!!
    ورغم محاولات الروس إيجاد حكومة بديلة لحكومة المقاتلين الشيشان إلا أنهم اضطروا في النهاية إلى التفاوض مع ممثلين عنهم كان من بينهم )أصلان مسخدوف( والذي وقع اتفاقية )الأطر الحاكمة للعلاقات الروسية الشيشانية (نوفمبر 1996م) مع (فيكتور تشرنوميندين) رئيس وزراء روسيا.
    ثم انتهى الأمر بتوقيع اتفاقية )معاهدة السلام مع روسي( في 12 مايو 1996م)، وهي اتفاقية تمنح الاستقلال الفعلي للشيشان، وإن لم تمنحه لها بشكل قانوني إلا أن نصوص الاتفاقية تمثل فرصة قانونية أمام (الشيشان) لإثبات استقلاليتهم عن الروس.
    * آثار الحرب:
    واجهت الدولة الشيشانية بعد اتفاقية (1996م) سوء حظ كمن في هذه الوثيقة نفسها التي تضمنت: تأجيل اتخاذ قرار في وضع (الشيشان) حتى (2001م)، كما واظب الروس على أن تبقى الحكومة الشيشانية أسيرة الحرمان التشريعي، غير قادرة على الحصول على اعتراف دولي، ولا تستطيع السعي للحصول على تعويض من المحتل السابق. ولم يرحب أحد باستقبال بعثات دبلوماسية شيشانية لها وضع دبلوماسي كامل غير (أفغانستان) و(جمهورية شمال قبرص التركية). وحتى اليوم لم تعترف بها أي دولة عربية ولا إسلامية.
    ونتيجة لما ألحقه الروس بالشيشان من دمار هائل؛ انحسرت الحياة الاقتصادية في الشيشان، وانهارت البنية التحتية والصناعية بفعل الحرب، كما تم اختلاس الأموال التي خصّصتها (موسكو) لإعادة الإعمار - بشكل روتيني - قبل أن تصل إلى أماكنها؛ فمثلاً في (1997م) أبدى (يلتسين) دهشته من أن (130 مليون دولار) أرسلت إلى (بنك الشيشان الوطني) بينما الذي وصل فعلاً كان حوالي (20 مليون دولار) فقط. ولم يبق من بين (44 منشأة صناعية كبيرة) كانت تعمل في (1994م)، غير (17 منشأة) فقط في (1999م)؛ وهو العام الذي حقق فيه الإنتاج الشيشاني معدل (4- 8%) من مستويات الإنتاج قبل الحرب. وفي (1998م)، وصلت البطالة إلى (80%)، وكانت مصادر الدخل الشرعية لا تكفي ثلث حد الفقر. في هذه الظروف، أصبحت المقايضة وقطع الأخشاب واستخراج المعادن وسائل هامة من وسائل البقاء. وانتعشت الجريمة، وشاع الاختطاف، وعصابات البترول صغيرة الحجم في (1999م)، التي أدارت حوالي (800 معمل تكرير صغير) بعد سرقة البترول من أنابيب النقل، كما نشطت تجارة السلاح في (جروزني).، وانهار الضمان الاجتماعي، وكاد التعليم أن ينهار، وبلغ معدل وفيات الأطفال إلى 10%.
    3- حرب بوتين
    بعد شهر من تولي (بوتين) رئاسة الوزارة الروسية، بدأ الحرب على (الشيشان)، والتي كانت أهم وسائله في الصعود إلى الرئاسة في (مارس 2002م). واتصفت حرب (بوتن) في (الشيشان) منذ بدايتها بالاستخدام المفرط؛ حيث زاد عدد القوات من (24 ألف جندي) إلى ( 100 ألف جندي)، واستمر القصف الجوي عدة أسابيع حتى سوى كل شيء في شمال (جروزني) بالأرض، ثم استولى عليها.
    خطا (بوتن) خطواته الرزينة نحو النصر في الانتخابات وعين (أحمد قاديروف) حاكمًا، وظلت قوات المقاومة الشيشانية تقوم بعمليات حرب العصابات واصطياد القوافل العسكرية ودوريات الحراسة ليلاً، متخذة من الغابات حصنًا وملاذًا آمنًا.
    انخفض عدد سكان جروزني إلى حوالي 200 ألف مواطن - نصف حجم السكان في (1989م) -، وطبقًا لأرقام هيئة حقوق الإنسان التابعة لـ(الأمم المتحدة)، فقد بقي 160 ألف شيشاني في مناطقهم رغم الحرب حتى عام (2002م)، بينما يعيش 160 ألفًا آخرين في معسكرات اللاجئين في (أنجوشيا)، ويقدر تقرير (أطباء بلا حدود) عدد الباقين في معسكرات اللاجئين في (أنجوشيا) بحوالي 50 ألف لاجئ؛ ويعود ذلك إلى سياسة (الكرملين) بإغلاق معسكرات اللاجئين ومنع بناء المزيد هناك، وإجبار اللاجئين على العودة ليعيشوا على حافة المجاعة، ويتحركون من ملجأ إلى آخر؛ يتحاشون الإرهاب الروتيني للقوات الخاصة ونقاط التفتيش ورجالها الملثمين، حيث يجب على المرأة أن تدفع حوالي (10 دولارات) لتفادي اغتصاب بناتها، كما يؤخذ الرجال من سن 15 حتى 65 إلى معسكرات الاعتقال أو يختفون.
    وتؤكد منظمة ميموريال لحقوق الإنسان في روسيا، والتي تغطي فقط ثلث أراضي الشيشان، في تقريرها عن الفترة (يناير 2002 - أغسطس 2004م)، أن أعداد المختطفين بواسطة القوات الفيدرالية بلغت 1254 شيشانيًا، منهم 757 ما زالوا مفقودين.
    انخرطت القوات الروسية في السرقة والابتزاز ومبيعات الأسلحة، وإعادة جثث القتلى الشيشانيين في مقابل رسوم، وقد لعبت وسائل الإعلام الروسية دورًا رئيسيًّا في نقل القليل عن أهوال الحرب؛ ومن ثم استبدلت السلطات الروسية هيئة التحرير في كل من قناتي (قناة NTV، وقناة TV6) لاعتبارهما من أكثر مصادر الأنباء انتقادًا للسلطة.
    ووصل الخطاب الرسمي الروسي إلى فهم مغلوط، مؤداه أن الإرهاب والشيشان باتا أمرًا واحدًا؛ الأمر الذي انعكس على المجتمع الروسي، فصار يبغبض الشيشان والعرق القوقازي كله، ولكن بدأت مؤخرًا بعض التحركات على هذه الجبهة؛ حيث قامت منظمات حقوق الإنسان بمظاهرة في ميدان بوشكين بموسكو في (23 أكتوبر 2004م) ضمت نحو 2000 متظاهر، كما عقدت لجان أمهات الجنود مؤتمرها التأسيسي من أجل حزب سياسي جديد في (6، 7 نوفمبر 2004م)، وإن كانت تلك المعارضة تركز بالأساس على وحشية الحرب أكثر من تركيزها على جذورها السياسية.

    نقل عن قصة الاسلام
    ابراهيم الحيدري
    ابراهيم الحيدري
    Admin


    عدد المساهمات : 339
    تاريخ التسجيل : 05/01/2011
    العمر : 38
    الموقع : afush.montadaarabic.com

    الشيشان ملفات ساخنه  Empty رد: الشيشان ملفات ساخنه

    مُساهمة من طرف ابراهيم الحيدري الخميس أبريل 28, 2011 8:50 am



    الشخصية الشيشانية:
    يقول الكاتب الروسي الشهير (سولجنستين) عن موقف الشيشان مما فعله (ستالين) بـ(الشيشان) في معسكرات الإبعاد الجماعي والسجون في (وسط آسيا): : "إن شيشانيًا واحدًا لم نره يخضع للحكم الروسي. بل كانوا يُظهرون عداءهم للروس بشجاعة".

    وشعار النشيد الوطني الشيشاني "الموت أو الحرية"، ومن كلماته:

    لن نخضع لأحد أبدًا
    الحرية أو الموت
    الطريق الوحيد الذي اخترناه
    * * * * * *
    نذرنا أنفسنا لله والشعب والوطن والأرض
    إذا احتاجوا إلينا سوف نلبي النداء بشجاعة
    فكلمات الوطن والتراب، والموت والحرية والنذر وتلبية النداء كلها تنم عن النبل والشجاعة والتمسك بالأرض وعشق الحرية؛ فالحرية لدى الشيشان مقدسة، ومستخدمة في الحديث اليومي؛ فيقول بعضهم لضيفه مرحبًا به: "إذا دخلت هذا البيت تمتع بالحرية والسلام والعطف". وكلما مر أحدهم بالآخر يقول: "صحبتك الحرية"، وفى حالة تمنى الصحة يقول: "ليمنحك الله الحرية" … والأرض والتراب مقدس تقديس الدين؛ حتى أنهم ليرمون بالكفر من يخون بلاده ولا يحافظ على ترابها.
    ولأنهم شجعان فقد اختاروا الذئب رمزًا لهم ؛ فيقولون: "لقد ولدنا في الليل والذئب يعوي"، وهم يرون أن الذئب وإن لم يكن الأقوى إلا أنه الأنبل فهو لا يُقاتل إلا الأقوياء، ولا يفترس الضعفاء، وإذا أرادوا وصف أحدهم بالشجاعة يطلقون عليه اسم الذئب ويقولون للفتى إذا أظهر شجاعة لقد تربّى في أحضان الذئاب.
    فالشجاعة أحد مقومات الشخصية الشيشانية التي قد تُهزم ولكنها لا تستسلم أبدا.. والشيشان عُرفوا بأنهم مقاتلون أشداء أقوياء؛ ومع ذلك فشجاعتهم مقرونة بنبل أخلاقهم حتى في الحروب! ولقد شهد الأسرى الروس بذلك في حرب (1994- 1996م)، ويكفى أن الشيشان استدعوا ذوى الأسرى من الروس ومن العملاء لكي يسلموهم أبناءهم.
    وكما عُرف عن الشيشان صلابة البأس في القتال، والقتال حتى الرمق الأخير وهذا شعارهم في الحرب؛ فالشيشاني يفضل الموت على الحياة، ففي حرب 1994 حاصر الروس إحدى القرى وأشعلوا النيران ببيوتها، وضيقوا الخناق على مجموعة من المقاتلين … وبينما المكان يشتعل نارًا ويستحيل إلى دخان أسود كثيف خرج مقاتل شيشاني متفحم يرفع منديلاً أبيض؛ فلما اقترب من الجندي الروسي قال له وهو يلفظ الرمق الأخير: "إن كان لي رجاء قبل الموت فهو أن تبلغ أهلي أننا متنا شجعانًا ولم نستسلم.. ثم مات".
    يصفهم المؤرخ الروسى (أوسمانوف) قائلاً: "الضيف عندهم مقدس.. من لم ينزل بجبالهم ضيفًا، لم يعرف كرمهم وإن سمع عنه.. يحترمون الصداقة.. ويحترمون المرأة. العطف.. والشرف.. والحب بإخلاص من أهم مميزاتهم، عادة ما يكتمون أحزانهم وأفراحهم ولا يعبرون عن أسفهم بسهولة..".

    أعلام المقاومة :

    سليم خان يندرباييف

    لم يكن مقتل الرجل مفاجأة لشعبه! فقد اختار بنفسه الطريق وعرف نهايته، وسبقه إلى نفس المصير عشرات من الرفاق، وعشرات الآلاف من أبناء الوطن. وإن كانت مأساة أن يُحرم الرجل من أن يدفن في ثرى الأرض التي جاهد من أجلها وعاش على حلم تحررها.
    وكغيره من أبناء ذلك الجيل الذي نفى (ستالين) آباءه إلى أواسط آسيا في منتصف القرن العشرين، طُردت عائلة (يندرباييف) مع مئات الأسر الشيشانية إلى (كازاخستان). وفي المنفى يولد (سليم خان) عام (1952م)، ثم تلتقي عيناه الوطن عام (1958م) بعد أن حُرم الميلاد به. ويكمل (سليم خان) دراسته للأدب السوفيتي والوطني في الفترة (1960- 1985م)، ويسارع مع إخوانه بتأسيس حزب ديمقراطي كان من المشاركين بفاعلية في استقلال (الشيشان) في (1991م). وأهلته أفكاره الوطنية وخبرته بالنفس ودرايته بالروس لأن يتدرج في المراتب السياسة ليصبح في (1993م) نائبا لأول رئيس للشيشان: الجنرال (جوهر دوداييف).
    وبعد ثلاث سنوات من الرفقة يلقى (دوداييف) ربه شهيدًا؛ حيث تم اغتياله في (إبريل 1996م). وقبل أن يلملم (سليم خان) أحزانه كان عليه أن يجلس في مقعد صديقه المغتال لعشرة أشهر يلتقي في نهايتها بالرئيس الروسي (يلتسين) ويوقع معه اتفاقًا للتمهيد لاعتراف روسيا باستقلال (الشيشان). وتجرى الانتخابات الرئاسية في (الشيشان) ويفوز فيها (أصلان مسخادوف) في مطلع (1997م).
    وسرعان ما أدرك (سليم خان) أن الشعب الشيشاني رأى في (مسخادوف) كاريزما تحتاجها المرحلة التالية كما أدرك أن لعبة التسوية وحلول الوسط وخلافات القيادة لا تتحملها نفسه ووجدت طباعه الصارمة مناخا مناسبا لدى رفاق الجناح الراديكالي في القيادة الشيشانية الذي سعى إلى ضم (داغستان) إلى (الشيشان) وإعلانها دولة إسلامية موحدة في (سبتمبر 1999م). وهنا افترق الجمع في خلاف على المنهج غير أن (روسيا) لم تترك الوقت لتسوية الخلافات الأيديولوجية وغزت (الشيشان) بعد أقل من شهر.
    وفي عام 2000 يرتحل (يندرباييف) إلى (باكستان) ليوثق علاقته برفاقه في (أفغانستان) غير أن (موسكو) تضغط على إسلام آباد فيضطر إلى الرحيل إلى (الإمارات) ومنها إلى (تركيا)، ثم تكون (الدوحة) محطته الأخيرة حيث تم اغتياله.
    ألف (يندرباييف) خمسة عشر كتابا، نصفها تقريبًا دواوين شعرية. ويؤكد بعض المثقفين الشيشان في المنفى أن يندرباييف - بعد خلافه مع قادة المقاومة - اعتزل السياسة وتفرغ لتأليف الكتب والقيام بدور ثقافي، والعزوف عن المشاركة السياسية في ظل قيود شديدة على تحركاته.
    وتقوم أفكار (يندرباييف) على أربعة أعمدة رئيسية هي:
    1 -الإيمان بأن لدى (الشيشان) مقومات الدولة المستقلة ولا عجب في ذلك فقد وقّع بنفسه في نهاية (1996م) مع رئيس روسيا الأسبق (بوريس يلتسين) على اتفاقية للتحضير للاستقلال بعد 5 سنوات ويعتقد (يندرباييف) أنه: "ليس من الحكمة أن تصر على أن يتحقق حلمك في حياتك! فيمكن أن تتخيله متحققا في أيدي أبنائك وأحفادك"، ويؤكد بحزم: "إذا ما استمرت الحرب عشرًا أو مائة أو ألف سنة، حتى آخر رجل، فإننا على حق وسنظل ندافع عن حريتنا وحرية وكرامة المسلمين. أما إذا كان المسلمون يريدون منا أن نعيش تحت أقدام الروس، فنحن نتبرأ من هؤلاء المسلمين، نحن نريد ونحتاج إلى مسلمين أحرارًا".
    2 -عدم الوثوق بالجانب الروسي المتلاعب بكل الأوراق. ويكفي أن السبب الأساسي لغزو (الشيشان) في خريف (1999م) جاء انتقاما لتفجير البنايات السكنية في موسكو التي سقط بسببها مئات القتلى. وقد سمح القدر لأن يشهد (يندرباييف) قبل اغتياله بثلاثة أشهر صدور كتاب لضابط المخابرات الروسي (أليكسندر ليتفينينكا) كشف فيه أن هذه التفجيرات صناعة زملائه في جهاز المخابرات ولا علاقة للشيشانيين بها.
    3- ضرورة تقديم الذات إلى الغرب الذي يقبل ما تروجه روسيا دون تمحيص؛ وهو ما يفسر سعي (يندرباييف) للتنقل بين عواصم العالم لبيان وجهة النظر الشيشانية، وعقد لقاءات صحفية تفرق بين الضحية والجلاد، كما آمن (يندرباييف) بالتكاتف الإسلامي وضرورة مشاطرة المسلمين إخوانهم حيث كانوا.
    الإمام شامل باسييف

    حيثما تطأ قدمك (داغستان) تطالعك في كل بيت وفي كل سوق صورة رجل يملأ عينيك مهابة، إنه (محمد شامل)؛ الذي قاد أشهر حركة للجهاد الإسلامي في محاولة - شبه مستحيلة - لوقف الزحف الروسي على أراضي مسلمي (القوقاز).
    لم يولد (محمد شامل) لأسرة معدمة سقته فقرًا وحرمانًا؛ حتى يفسر البعض جهاده نحو الحرية بأنه جهاد الفقراء المسحوقين؛ فبينما كان ملايين الفلاحين في (روسيا) يئنون من الاستعباد، في نهاية القرن الثامن عشر، كان (عليّ بن ديغنو) - والد (الإمام شامل) - فلاحًا من الأحرار، أما أمه فهي ابنة سيد (الآفار)؛ إحدى أهم القوميات في (داغستان).
    ولد (شامل) عام (1797م) طفلاً مريضًا شاحبًا حاملاً اسم (علي)، وعندما بلغ الثامنة من عمره غيّر أبوه اسمه إلى (شامل) - يعني السعيد - أملاً في أن يتعافى الصبي. وكانت سنوات الطفولة والساعات الطوال التي قضاها مشتغلا بالرعي عند (جبال القوقاز) فرصة ليطبق ما تعلمه في المسجد من دروس في التفسير والحديث وقواعد اللغة العربية والشريعة الإسلامية. كما كانت هذه الساعات الطوال سببا في الارتباط الشديد بجغرافية المكان الذي سيدافع عنه فيما بعد، ويعمل على رده من المغتصبين.
    تفتحت عيناه على مناهج (الطرق الصوفية)، وتتلمذ على أيدي علماء (الطريقة النقشبندية) التي حملت راية الجهاد في (القوقاز) و(آسيا الوسطى). وكان هدير الجهاد يدوي في سماء داغستان. وحينما انضم جنديا إلى قوات المريدين أمضى قطاعا مهما من شبابه في خيام القادة العسكريين يتعلم سبل مواجهة هجوم أو شن غزوة من الغزوات. ويعتبر الباحث الفنلندي ليتزنجر في كتابه "القوقاز.. تحالف غير مقدس" أن (شامل) أقرب نماذج الرجال الذين عاشوا لتنفيذ أوامر الله؛ منحته الصوفية قدرًا وافرًا من ضبط النفس، والقدرة على التحليل والتعلم من الماضي، والاعتقاد بدور الكاريزما في تسيير الشعوب، واليقين بأن الإسلام دين فوق القوميات.
    في نهاية القرن 15 كانت (الشيشان) و(داغستان) وباقي الأراضي بين (البحر الأسود) و(بحر قزوين) تداعب مخيلة القيصر الروسي (إيفان الثالث)، فاتفق مع (قبائل القوزاق) الموالية للدولة الروسية الوليدة بالغزو التدريجي لأراضي المسلمين في (إقليم القوقاز). وأدى القوزاق المهمة بنجاح، فأقاموا أول مخفر أمامي على (نهر تيرك)، وصار هذا المخفر مدينة (جروزني) العاصمة الشيشانية فيما بعد. وخلال حكم (إيفان الرابع) -منتصف القرن 16- قام (القوزاق) ببناء مجموعة من الحصون في شمال (داغستان) و(الشيشان)، عاقدين تحالفات مع بعض شعوب الإقليم. ومع بداية القرن 18 كانت آلاف الأسر القوزاقية قد تجمعت في الإقليم، وامتزجت مع القبائل المحلية، وتزاوجوا منهم وإن احتفظوا بالمسيحية دينا وبالروسية لغة.
    وفي عام (1722م) - خلال حكم (بطرس الأكبر) - وقع أول صدام بين القوات الروسية والشيشانيين الذين كسبوا المعركة أمام قوة فتية مستكشفة. وسرعان ما انتظمت صفوف المقاومة تحت زعامة (الإمام منصور) - الذي ولد عام ( 1732م) - فاستطاع بفهمه العميق للقرآن أن يحول شيوخ القبائل إلى الإسلام، ونظم عبر مجالس الصوفية (الطريقة النقشبندية) حركة من الأتباع والمريدين لمواجهة التوغل الروسي في القوقاز. وحقق مجموعة من الانتصارات حتى أوقع به الروس ومات في الأَسر سنة (1794م). غير أن المسرح الشيشاني لم يهدأ بعد موت (الإمام منصور) إلا لعقدين من الزمان، بعدها صار (الغازي مولا) قائدًا للمريدين؛ حيث بدأ جهاده عام (1829م) فحرك شعوب الجبال لمواجهة (روسيا)، وإن عرف عنه عدم مشاركته في المعارك، بل اشتهر بقدرته في التأثير على جنوده بسحر الكلمة وبلاغتها، كما قطع شوطًا كبيرًا في إرسال الدعاة من (داغستان) إلى سكان الجبال الشيشانية لتحويلهم من الوثنية إلى الإسلام.
    وأمام تماسك قوة المريدين اتخذ الروس أسلوب حرق الدور على ساكنيها لإجبار المقاومين على الخروج؛ فسقط (الغازي مولا) في (معركة غمري) بين جثث آلاف المريدين، ولم ينجُ من هذه المعركة إلا القليل، وفر اثنان أحدهما (شامل) بعدما أصيب إصابة قاتلة.
    وبعد مقتل (الغازي مولا) وجرح (شامل) اختير (حمزة بيه) قائدًا للمريدين بعد تزكية كبار الشيوخ. وظل (حمزة) لعامين يرتب الصفوف ويدعم الجيش، لكنه هزم، ثم اغتاله العملاء وهو يؤم المصلين في المسجد الجامع بمعقل المقاومة في (هونزا) بـ(داغستان).
    وهنا جاء دور (شامل) في قيادة المريدين عام (1834م)، فأعاد (شامل) تنظيم جيش المريدين على نمط أعدائه (القوزاق)، وبشكل يشبه التنسيق الفيدرالي الحديث. كما نظم البريد في دولته، ونسق الإنفاق على الجيش من ريع الأراضي الزراعية التي ضُمّت إلى المساجد، كما نظم جمع الزكاة لتجهيز الجيش، وطرد (الدراويش)، ولم يقبل عودتهم إلا كجند في جيشه.
    وفى دولة (الإمام شامل) - التي ارتكزت على (الشيشان) و(داغستان)، وامتدت من (قزوين) في الشرق إلى (البحر الأسود) في الغرب - كان السعي دءوبا للمساواة بين القوميات، بغض النظر عن اللغة والعرق والطبقة، في الوقت الذي سادت فيه العبودية (روسيا). واستمد (شامل) من القوانين الإسلامية المنهج الذي نظم به الحياة الاجتماعية، وبصفة خاصة شؤون القصاص والعقاب في الجرائم المدنية، بل أخذ بالحكم الأشد في بعض القوانين؛ رغبة منه في الحفاظ على أركان دولته.
    كما استفاد من الأسرى الروس وممن كانوا يتعاونون مع الروس، في تطوير قدراته العسكرية على نمط أوروبي حديث. وحاول (شامل) أن يستفيد من القوى الدولية لمساعدته، غير أن عزلة الميدان الذي يقاتل فيه حالت دون ذلك؛ ففي منتصف القرن التاسع عشر سعى (شامل) لفتح قناة اتصال مع كل من (تركيا) و(إنجلترا) و(فرنسا) لدعمه عسكريًّا ضد (روسيا). وكان (محمد علي باشا) قد أرسل خطابًا فى عام (1840م)، يفوض فيه شامل بقيادة سكان الإقليم، ويَعد بوصول الجيش المصري المتوغّل في الأراضي التركية إليهم لتقديم العون العسكري في مواجهة الروس، غير أن فشل مشروع (محمد علي) في تركيا، بدد آمال المريدين في وصول مدد مصري، وكانت (روسيا) قد قدمت لعدوتها تركيا قطعًا بحرية، وشاركت بجزء من أسطولها في البحر الأسود لضرب الأسطول المصري.
    واستمرت المقاومة بقيادة (شامل)، إلى أن نفذ انسحابا تكتيكا إلى داخل الجبال، مغريا الروس بالتوغل خلفه عبر الغابات الكثيفة، مستعينًا بقارع طبل روسي أسير في حث الروس على التقدم، ثم انقض عليهم المريدون من جهات مختلفة فقتلوا أكثر من نصف ضباط الحملة. وتوالت الهجمات على الجيش الروسي المرتبك؛ ففقد أربعة مدافع من خمسة. ويقدر المؤرخون نتاج معارك الغابات التي استمرت أربع سنوات بنحو (10 آلاف) قتيل روسي؛ إذ تمكن (شامل) بالمدافع الأربعة التي اغتنمها من الهجوم على حصون الروس، فأسقط آلاف القتلى، واغتنم 14 مدفعًا في سنتين فبدا وكأنه جيش جديد يبنى للمريدين.
    وكتب أحد الجنرالات الروس في مذكراته مشيرًا إلى عظم كارثة الروس: "يا لها من مصيبة مفجعة إن الرجال الذين تناثرت أشلاؤهم هنا كان بمقدورهم فتح بلاد تمتد من اليابان في الشرق إلى أوكرانيا في الغرب".
    وحينما رصدت روسيا (45 ألف روبل) للإيقاع به كتب (شامل) خطابًا إلى الجنرال الروسي على خط المواجهة، يقول فيه: "كم كانت سعادتي حين علمت أن رأسي تساوي هذا الثمن الضخم، ولكنك لن تكون سعيدًا حينما أخبرك أن رأسك بل رأس القيصر ذاته لا تساوي لدي كوبيكا واحد".
    - وقع كفاح الإمام شامل ضحية التسويات الدولية ففي عام (1856م) انتهت الحرب التركية الروسية، وهو ما سمح لروسيا بالتركيز بقوة على الجبهة القوقازية (20 ألف رجل)، وأوكلت المهمة إلى الجنرال الشاب (بريتانسكي) في وقت كان (شامل) قد تخطى الستين من عمره.
    وعكف (بريتانسكي) طويلا على دراسة الجغرافية العسكرية لمعارك الإمام (شامل)، وخلص إلى أن أهم الانتصارات التي حققها (شامل) لم تكن في أرض مفتوحة بل حينما كان يحتمي بالغابة والجبل. واختار سياسة أكثر حنكة عمن سبقوه فتقرب إلى الأهالي وأحسن معاملتهم ومنع التعرض للنساء ولغير المقاتلين فضمن عدم انقلابهم عليه في حربه الفاصلة مع الإمام.
    وضغط (بريتانسكي) على قوات (شامل) حتى ألجأه إلى الغابات، ثم سخّر فرقة عسكرية بأكملها لقطع أشجار الغابات، فأزال (بريتانسكي) مساحات واسعة من غابات (داغستان) و(الشيشان) على طول الطرق بين القلاع والحصون الروسية وفشل جيش (شامل) في مهاجمة القلاع الروسية التي صارت أكثر حذرًا، وبخطوات واثقة زحفت قوات (بريتانسكي) على مناطق نفوذ (شامل) واستمال عشرات القبائل التي أنهكتها الحرب وبدأت في لوم (شامل) على ما أصابهم من فقر وتشرد.
    ووقعت عقلية (شامل) العسكرية المسنة في الخطأ القاتل؛ فتوقع الهجوم الروسي من مصدر محدد، في الوقت الذي تمسك الروس فيه بسرية المعلومات، وحركوا جزءًا من جيشهم فتوهم شامل أنهم ما زالوا في منتصف الطريق، بينما انقضّوا عليه من اتجاه آخر في حرب خاطفة؛ فأسر الإمام (شامل)، ونقل في رحلة طويلة إلى (موسكو) في موكب كبير وفي استعراض عسكري من (ستافربول) إلى (موسكو)، التي ظل بها حتى (1869م)، حينما استجيب لطلبه أداء فريضة الحج؛ فرحل من (موسكو) إلى (كييف)، ثم إلى (القسطنطينية) ومنها إلى (المدينة المنورة) حيث لقي ربه هناك في (1871م).
    وبقى (شامل) حيًّا في التراث الشعبي القوقازي والقصص البطولية إلى اليوم رمزًا للكفاح، موقنًا بسمو رسالته، معتقدًا أن النصر آت لا محالة مهما تأخر، ولعله يأتي على يد جيل من الأحفاد. ولم يخب ظن الإمام شامل فتوالت الأجيال حتى اليوم تسعى إلى الحرية التي ستأتي ولو بعد حين.
    أصلان مسخادوف
    ساهم (أصلان مسخادوف) - عندما كان رئيسا لأركان القوات الشيشانية - مساهمة عظيمة في الحرب الشيشانية الروسية في الفترة (1994- 1996م)، ونجح في التنسيق بين عدد كبير من القادة الميدانيين الشيشانيين، رغم قسوة الظروف التي عمل فيها، كما نجح أيضا في تحويل جيشه المحدود العدد والعدة إلى جيش يمكنه مواجهة الدبابات الروسية وسلاح الطيران والمدفعية، وقاد محادثات السلام (1995- 1996م)، واستطاع بتفكيره العملي الهادئ كسب ثقة المفاوضين الروس.
    انتخب رئيسًا للشيشان عام (1997م) بسبب سجله العسكري، وبعد أن تعهد بمستقبل يسود فيه السلام على عكس الوعود التي قطعها غيره من المرشحين الأكثر شبابا أو منافسيه الأكثر راديكالية، وقد أصر على ضرورة استقلال الشيشان، إلا أنه كان مستعدا لقبول علاقة خاصة مع (روسيا). ورفضت (روسيا) عرضه لإجراء محادثات السلام حتى (فبراير 2005م)، وعرضت السلطات الروسية تقديم (10 ملايين دولار) لمن يدلي بمعلومات تقود إلى (مسخادوف) و(شامل باسييف)، بعد أن سيطر المتمردون على مدرسة في بلدة (بيسلان) شمال (أوسيتيا) في (سبتمبر 2004م) مما أدى إلى مقتل أكثر من 300 شخص. وقد تجاهل الروس الإدانة العلنية التي وجهها (مسخادوف) للهجوم الدموي على المدرسة؛ معلنًا أن القوات التي تعمل تحت إمرته لا شأن لها بالهجوم، ودعا إلى تقديم (باسييف) للمحاكمة.
    ولد (مسخادوف) في المنفى لأسرة غادرت الشيشان عام (1944م)، ثم عادت عام (1957م)، ثم أصبح ضابطا في سلاح المدفعية في الجيش السوفيتي، وخدم في (المجر)، وشارك في قمع الجيش السوفيتي للحركة الوطنية لاستقلال (ليتوانيا) عام (1991م)، وهو ما ندم عليه فيما بعد، ثم أصبح رئيسًا لأركان حرب الجيش الشيشاني في العام التالي؛ عام انفصال (الشيشان) عن (روسيا). وتميز (مسخادوف) بالانضباط العسكري والمحافظة على الرداء العسكري في كل الأوقات حتى فترة هربه من الجيش الروسي.
    ولم يحقق (مسخادوف) نجاحًا سياسيًّا كالذي حققه (شامل باساييف) وغيره من القادة العسكريين الذين حجبوا زعامته؛ فقد كان (باساييف) خصمه الرئيسي في انتخابات (1997م)، فلما فاز حرص على توحيد الجبهة الداخلية، فعين (باساييف) نائبًا لرئيس أركان الجيش ثم نائبًا لرئيس الوزراء، إلا أن (باساييف) انضم عام (1998م) إلى القادة الميدانيين المعارضين؛ فعمت الفوضى الشيشان، وتعرض مسخادوف لمحاولتي اغتيال بسيارتين ملغومتين، بل هدده بعض مرءوسيه السابقين بالقتل، ووقع عدد من عمليات الاختطاف لعمال الإغاثة والمبعوثين الروس عامي (1989- 1999م)، إلى جانب سقوط مئات الضحايا والمطالبة بدفع فديات مالية، ولم يستطع مسخادوف وحكومته فعل شيئ لإطلاق سراح المختطفين، وكان مسخادوف إسلاميًّا محافظًا، شجع إعادة بعث التقاليد الشيشانية الدينية، لكنه في الوقت نفسه حاول حظر الحركة السلفية المعروفة بالوهابية، لكنه لم ينجح في ذلك.
    وعندما تدفقت القوات الروسية على (الشيشان) سنة (1999م)، اتحد (مسخادوف) مع القادة الميدانيين مرة أخرى، ولكن بعد أن فقد دوره القيادي؛ حيث تدفق الدعم المالي من الدول الإسلامية إلى القادة الميدانيين والعرب الذين يقاتلون معهم ولم يصل إليه شيء، ووصف (مسخادوف) المسلحين الذين يقتلون المدنيين، والذين هاجموا مدرسة (بيسلان) بالمجانين الذين فقدوا عقولهم؛ للفظائع التي ارتكبتها القوات الروسية، وظل حتى النهاية يدين قتل المدنيين.
    ويختزل البعض حياة (مسخادوف) في جملة واحدة تقول: " هو رجل وقف في منتصف الطريق، فلم تصل جرأته إلى التعاون مع عدوه لرسم مستقبل (الشيشان) ضمن حدود الدولة الروسية، ولم يصل به خياله ليرمي بنفسه وراء حلم الدولة الإسلامية المستقلة الكبرى التي تمتد من البحر إلى البحر (بحر قزوين) و(البحر الأسود)"؛ والسبب في هذا أن (مسخادوف) ترك نفسه لمن حوله، فظنه البعض ضعيفا يسهل قيادته، ورآه آخرون حريصًا على رفقاء القضية حتى لو لم يكن مقتنعا بأساليبهم، وظل كذلك حتى اغتيل في (8 مارس 2004م).
    لم يعرف العالم شخصية (مسخادوف) إلا من خلال ثلاثة مواقف:
    الأول: انتخابه رئيسا للجمهورية بنسبة نجاح 60%، متفوقًا على (يندرباييف)، وتوقيعه اتفاقية الترتيب لاستقلال الشيشان مع الرئيس الروسي (يلتسين) عام (1997م).
    الثاني: رفضه تفجير القطارات واحتجاز الرهائن في المسارح والمدارس وغيرها، واعتبارها تشوه سمعة المقاومة الشيشانية، ولكنه كان يؤكد عقب كل حادثة أن (روسيا) هي المسئولة عن هذه العمليات بإخضاعها (الشيشان) تحت سيطرتها رغمًا عنها.
    الثالث: مناداته - على مدى سنوات - باستعداده للتفاوض والحوار؛ لإيقاف نزيف الدم الشيشاني، ونجاح وزير ثقافته (أحمد زكاييف)، في إيقاظ الوعي الشعبي الأوربي حول ما يجري في (الشيشان).
    وباغتيال (مسخادوف) يكون الشيشان قد شهد اغتيال أربعة رؤساء في عشر سنين (1996- 2005م)، هم (جوهر دوداييف)، و(بيندرباييف)، و(قاديروف)، و(مسخادوف).
    ابراهيم الحيدري
    ابراهيم الحيدري
    Admin


    عدد المساهمات : 339
    تاريخ التسجيل : 05/01/2011
    العمر : 38
    الموقع : afush.montadaarabic.com

    الشيشان ملفات ساخنه  Empty رد: الشيشان ملفات ساخنه

    مُساهمة من طرف ابراهيم الحيدري الخميس أبريل 28, 2011 8:52 am



    المجتمع الدولي وعلاقته بالمشكلة :
    هناك شبكة من المصالح والعلاقات الاستراتيجية تحكم النخبة السياسية في معظم دول العالم، وهم - في معظمهم - يعرفون قواعد اللعبة ويتصرفون على أساسها؛ وفي روسيا يلعب بعض (اليهود الروس) دورًا كبيرًا في السياسة الروسية، وبعضهم أعضاء في (مجلس الدوما الروسي)، مثل الملياردير (بيرزوفسكي) الذي يملك محطة تلفزيون (ORT)، ويحمل جواز سفر إسرائيلي بالإضافة إلى جواز سفره، ومتورط مع (يلتسين) وابنته في عمليات غسيل أموال (مائة مليار دولار)، وصفقات مالية مشبوهة. ومثله الملياردير (فلاديمير)، الذي يملك واحدًا من أكبر مصارف (روسيا)، كما يملك محطة (MTV) التلفزيونية. وغيرهم كثير. هذا فضلاً عن وجود حوالي (30 ألف روسي) من أصل يهودي في (الشيشان) و(داغستان) و(أنغوشيا) - تم ترحيل (3000 يهودي) منهم قبل الحرب -، تحرص الدولة العبرية على كل واحد منهم، ولا تكترث لموت الباقين جميعًا، خاصة وهم ممن يسعون لتأسيس دولة تحكم بالإسلام وتطبقه شريعة ومنهجًا؛ من هنا كان الصمت الغربي على ما يحدث في (الشيشان)، ورفض استقلاله، واعتباره شأنًا داخليًّا روسيًّا، رغم الدمار الهائل والبربرية الحمقاء وآلاف القتلى والجرحى.
    ابراهيم الحيدري
    ابراهيم الحيدري
    Admin


    عدد المساهمات : 339
    تاريخ التسجيل : 05/01/2011
    العمر : 38
    الموقع : afush.montadaarabic.com

    الشيشان ملفات ساخنه  Empty رد: الشيشان ملفات ساخنه

    مُساهمة من طرف ابراهيم الحيدري الخميس أبريل 28, 2011 8:54 am



    المقاومة
    اتخذت المقاومة الشيشانية بشكل أساسي استراتيجية حرب العصابات داخل (الشيشان)، كما لجأت إلى بعض التكتيكات خارج أراضي (الشيشان)، بما في ذلك التفجيرات والعمليات الاستشهادية. والعجيب أن النسبة العالية لحدوث عمليات فدائية كانت تقوم بها النساء؛ ويفسر البعض ذلك بأنه قد يكون لهن علاقة بعمليات الاغتصاب الواسعة التي قامت بها القوات الروسية.
    وإذا كان الروس يسمون عمليات المقاومة بنفس سماتها في (فلسطين) بعدما طالت (موزدوك) و(جوديرميس) و(زنامينسكوي)، فإنه من الجائز لنا أن نؤكد على تطابق الاستراتيجية الروسية مع نظيرتها الإسرائيلية التي أجبرت الشيشان على اللجوء لهذا النوع من المقاومة المستميتة.
    ملاحظات حول استراتيجية المقاومة وتكتيكاتها:
    أصابت المقاومة ضحايا من المدنيين، سواء في (روسيا) أو في (الشيشان)؛ وأهم أسباب ذلك صعوبة حركة المقاومة بين العسكريين الروس، فضلاً عن وجود متعاونين مع (موسكو) ومساهمين في الإرشاد عن أنصار المقاومة واجتياح بيوتهم، وأبرز أمثلة هؤلاء (أحمد قاديروف) رئيس الإدارة الشيشانية المؤقتة؛ لضلوعه في الاعتقال ومداهمة منازل الشيشانيين، رغم تاريخه السابق في حركة المقاومة إبان حكم (جوهر دوداييف)، أما استهداف المدنيين في (روسيا) فيبدو أن هدفه الرئيسي إبلاغ رسالة مفادها أن للمقاومة يدًا طولى تستطيع أن تتعدى بها الحدود الإقليمية لنفوذها، ويلاحظ في هذا الشأن حرص الحكومة الشيشانية المطاردة على شجب هذه العمليات والتبرء منها، وربما يكون هذا أحد متطلبات وقواعد اللعبة السياسية.
    وفيما يخص تكتيكات المقاومة؛ فقد احتل إسقاط المقاتلين لمروحيات روسية المرتبة الأولى عام (2002م)، بينما احتلت العمليات الاستشهادية المرتبة الأولى في النصف الأول من عام (2003م)، وهو أسلوب جديد لم يكن متبعًا من قبل، ودخل إلى ساحة المقاومة بقوة منذ عملية مسرح (موسكو) في (أكتوبر 2002م). ويبدو أن ثقافة المقاومة الاستشهادية الفلسطينية صارت المنهج الأكثر بروزًا على المسرح الشيشاني بعد ذلك.
    كما احتلت المرأة الشيشانية مكان الصدارة في مستوى عنف عمليات المقاومة، عبر مسلسل متوال من العمليات الفدائية؛ حيث قامت بعدة عمليات مؤثرة - حوالي 17% من إجمالي عمليات عام (2002م) و النصف الأول من عام (2003م) - وركزت في الأساس على عنصر المباغتة واختارت العاصمة (موسكو) - شاركت 20 امرأة في عملية مسرح (موسكو) في (أكتوبر 2000م) - أو وسط تجمعات لجنود روس في (الشيشان). ولعل ما تعرضت له الشيشانيات من قتل الزوج والابن والأب - قتل الروس 1800 رجل شيشاني خلال الأشهر الستة الأولى من عام (2003م) - ناهيك عن جرائم الاغتصاب والتشريد التي تعتبر من الدوافع الرئيسة وراء قيام عناصر نسائية بتلك الأعمال شديدة الدقة والجرأة؛ فالتقاليد القوقازية الصارمة المدفوعة بمبادئ الشهادة الإسلامية وجهاد من قتلوا الأب والزوج تقف بقوة وراء تطوع الشيشانيات للعمل الاستشهادي اعتمادًا على اليسر النسبي في حركتهن داخل التجمعات الروسية، في وقت يتعرض فيه القوقازيون لتوقيف مستمر في المدن الروسية، وملاحقة متتابعة لسهولة التعرف على ملامحهم وسط العرق الروسي السائد.
    ومن الناحية الجغرافية كانت العاصمة (جروزني) المكان الأول على مدى عام (2002م)، ثم شهدت نهاية عام 2002 والنصف الأول من (2003م) خروج عمليات المقاومة إلى خارج (الشيشان)، خاصة إلى العاصمة (موسكو). لوعي المقاومة بهامشية الدور الذي يلعبه المواطن الروسي مع الحق الشيشاني في الاستقلال، فضلاً عن عدم فاعلية المشاركة السياسية للمواطن الروسي، خاصة إذا مس الأمر قضايا الأمن القومي وشؤون المؤسسة العسكرية. إذ لم تفلح مظاهرة واحدة في الشارع الروسي في تغيير شيء من واقع الأمور في الشؤون الداخلية، فضلاً عن إنهاك المواطن الروسي اقتصاديًا الأمر الذي يقلل فرص المشاركة في ترف التظاهر. ولعل المكسب من نقل عمليات المقاومة إلى العاصمة (موسكو) هو جذب الانتباه إلى القضية ومحاولة تغيير التشويه المعلوماتي الذي تمارسه روسيا.
    كما حرصت المقاومة على الظهور على مائدة الأحداث العالمية؛ ساعية إلى تحقيق نصر معنوي يرفع من عزيمة المقاتلين ومؤيديهم، ولسان حالهم يقول نعلم أنه عمل إجرامي ويخالف مبادئ المحارب القوقازي المسلم، ولكننا نعتدي عليهم بمثل ما اعتدوا علينا؛ فالله عز وجل يقول: [الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم] {البقرة:194}. وربما يأتي هذا النوع من العمليات بهدف استعادة جزء من العقل الجمعي الإسلامي الذي انصرف عن القضية الشيشانية منذ مطلع عام (2004م)، مع أجواء الغزو الأنجلو أمريكي للعراق وسقوط (بغداد).
    تعرضت صورة المقاومة للتشويه، إلى الحد الذي أعلن معه (بوتين) في تعليقه على حادثة تفجير الحفل الموسيقي في (موسكو) (5 يوليو 2003م) أن المقاتلين الشيشان أخطر عناصر شبكة الإرهاب العالمية، فضلاً عما سببته عمليات المقاومة في (موسكو) من ضرر بليغ للشيشانيين في المدن الروسية الكبرى؛ حيث يتعرضون للتوقيف والاعتقال، وتلفيق تُهم تعاطي المخدرات وتجارتها، وملاحقة أولادهم في المدارس وفصلهم، وطردهم من وظائفهم.
    ويجب الاعتراف أن المقاومة - رغم بشاعة الممارسات الروسية - قد أجبرت (روسيا) عامي (1996- 1997م) على الجلوس معها للاتفاق على تأجيل قرار الاستقلال إلى عام (2001م)؛ حيث أعلنت منظمات غير حكومية روسية - قرب انتهاء السنة الرابعة للحرب - أن خسائر القوات الروسية كانت أكثر من (20 ألف) قتيل، ويزيد هذا العدد عما فقدته (روسيا) في حربها على (أفغانستان) التي استمرت (10 سنوات).
    المراوغة السياسية الروسية
    منذ بدأت (روسيـا) حربها الثانية - التي استمرت خلال الفترة (1999- 2001م) - على (الشيشان) وهي تسير على محورين متوازيين: السحق العسكري للمقاومة، والخداع السياسي؛ حيث سعت (روسيا) للترويج لثلاثة مشروعات سياسية هي: دستور جديد للشيشان، العفو عن المقاتلين الشيشان، والتجهيز لانتخابات رئاسية.
    وبدأت أول مشروعاتهافي (مارس 2003م)؛ حيث أجرت استفتاءً على الدستور الجديد - الذي يخضع (الشيشان) للفيدرالية الروسية ويمنح رئيس الوزراء الروسي حق إسقاط قرارات الرئيس الشيشاني - للشيشان، في وقت انشغل فيه العالم الإسلامي بالغزو الأمريكي للعراق وسقوط (بغداد)، وبدلا من أن يكون الخيار المطروح أمام المصوت الشيشاني: هل تفضل بقاء الشيشان ضمن روسيا أم استقلالها؟ جاء السؤال: هل توافق على إقرار السلام في الشيشان؟!
    ثم في (6 يونيو 2003م) وافق مجلس الدوما على قرار حكومي بالعفو عن المقاتلين الشيشانيين الذين يسلمون أسلحتهم، بشرط ألا يكونوا قد ارتكبوا جرائم قتل من قبل. وحقيقة هذا المشروع هو العفو عن مئات الجنود الروس المدانين في ارتكاب جرائم اغتصاب وقتل وحرق المدنيين في (الشيشان). وبصورة دعائية قامت (روسيا) بعرض صور متلفزة لعشرات الشيشانيين يسلمون أسلحتهم، ويبدون أسفهم وندمهم، وبحلول (أول أغسطس 2003م) انتهت المهلة التي منحتها (موسكو) للمقاتلين لإلقاء أسلحتهم دون أن يخرج المقاتلون من الغابات والجبال لتسليم أنفسهم.
    وفي (نهاية عام 2003م) أجريت الانتخابات الرئاسية، وبالفعل كما كان متوقعًا فاز بها أحد العملاء الموالين لروسيا وهو (أحمد قاديروف)، وهكذا اكتملت الحلقات الثلاث التي كان مخططًا لها.
    الوضع المرتقب في ظل الظروف الحالية :
    رصد (بوتن) في (ديسمبر 2004م) مكافأة مالية لرقبة كل من (باساييف) و(مسخادوف)؛ فنية العدوان والغدر مبيتة، فضلاً عن السعي إلى شراء كل من يبيع نفسه ويشتري الولاء الروسي، وبناء على المراوغات الروسية والغدر المبيت؛ ينتظر المزيد من المقاومة، والمزيد من الدم الشيشاني الحر الذي يسعى نحو استقلال بلده، كما ينتظر المزيد من الدعم الروسي للحكومة الموالية في (الشيشان)، ومطاردة عناصر المقاومة في كل مكان، مع الاستعداد لتلقي عمليات المقاومة في قلب (موسكو) كل فترة، والاطمئنان على بقاء الصمت الشعبي الروسي، والسعي نحو روسنة (الشيشان) بكل الوسائل المتاحة ثقافيًّا وإعلاميًّا.. وفي النهاية ينتظر استمرار الصمت الدولي تجاه المأساة، ورفض المقاومة الشيشانية ووسمها بالإرهاب، ورفض عودة (الشيشان) العرب، والتلويح بنفس مصير الأفغان العرب، كما لا ينكر أحد سعادة (الولايات المتحدة) و(أوربا) بانشغال (روسيا) في أزماتها الداخلية، لتتفرغا لإعادة تشكيل الخريطة الجديدة للعالم بهدوء.
    ستعاني (الشيشان) عند استقلالها عزلة ستلجئها إلى دول الجوار وفى مقدمتها (روسيا) و(جورجيا)، وستلتهب قضايا الحدود غير الواضحة بينها وبين جيرانها، خاصة (أنجوشيا). كما ستعاني (الشيشان) من ضعف التمويل لإعادة إعمارها في ظل ضعف الموارد وقلة الإمكانيات الاقتصادية، وقدرة (روسيا) على منع أنابيب البترول من المرور فيها.
    ابراهيم الحيدري
    ابراهيم الحيدري
    Admin


    عدد المساهمات : 339
    تاريخ التسجيل : 05/01/2011
    العمر : 38
    الموقع : afush.montadaarabic.com

    الشيشان ملفات ساخنه  Empty رد: الشيشان ملفات ساخنه

    مُساهمة من طرف ابراهيم الحيدري الخميس أبريل 28, 2011 8:55 am



    دور الحكومات والشعوب
    الدور المنتظر من الحكومات
    على حكومات العالم الإسلامي أن تفهم أنه لا مصلحة لأحد غيرها في دعم القضية الشيشانية؛ لا مصلحة لروسيا ولا أمريكا ولا إسرائيل ولا أوربا ولا الصين..، ومساعدة الشيشانيين على الاستقلال والتقدم بدولتهم نحو التقدم والقوة، ففي هذا نصرة للمسلمين المضطهدين، وزيادة لقوة المسلمين ووحدتهم؛ لذا لا بد من سعي حكومات العالم الإسلامي من خلال منظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية وكل سبيل ممكن لتحريك القضية ونصرة شعب الشيشان، وقد ذكر ممثل البحرين في الأمم المتحدة قضية الشيشان عام (2004م)، فأثر ذلك على الرأي العام تأثيرًا جيدًا، لكن لم يقف أحد خلف القضية فماتت. وكان الرئيس الشيشاني (مسخادوف) قد وجه نداءً - بداية الحرب - إلى كافة الملوك والزعماء والدول العربية وإلى منظمة المؤتمر الإسلامي؛ لنجدة شعب الشيشان المسلم. والمشكلة الحقيقية أن الدول العربية والإسلامية لا تتعامل مع (الشيشان) على أنها دولة مستقلة ذات سيادة، وتعتبر صراعها مع (روسيا) صراعًا داخليًّا؛ خوفًا من الدب الروسي.

    الدور المنتظر من الشعوب:
    من أهم الأدوار الواجبة على الشعوب:
    1- فهم قضايا العالم الإسلامي فهمًا جيدًا: وعدم الاكتفاء بالفتات والقشور، وفي قضية الشيشان ينبغي على كل مسلم أن يعرف طبيعة الصراع الروسي الشيشاني، وحقيقة ما يجري هناك، و أن يعمل جاهدًا على نشر القضية بين الناس، فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، وليعمل بقوله صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى" {صحيح مسلم: من حديث النعمان بن بشير}.
    2- التحرك العملي السريع: ففهم القضية سينتج عنه العديد من الواجبات العملية، التي ستتمثل في بذل المساعدات قدر المستطاع، سواء ثمثل ذلك في التبرع المادي، أو من خلال فضح الممارسات الوحشية ضد الشعب الشيشاني المسلم، وتوصيل ذلك للمهتمين بحقوق الإنسان في العالم، وكذلك المقاطعة الاقتصادية والتجارية لتلك الدولة المعتدية الآثمة!
    3- بث الأمل: حيث يواجه بضع آلاف من المقاومين الشيشان، أكثر من نصف مليون جندي روسي، زودوا بـ(11 ألف) دبابة وسيارة مصفحة، وعدد كبير من المدافع الثقيلة والصواريخ والطائرات، ومع هذا قتل الشيشان عشرات الآلاف من الجيش الروسي حتى الآن، وصدق الله العظيم إذ يقول:[الذين قال لهم الناسُ إنَّ الناسَ قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل * فانقلبوا بنعمةٍ من الله وفضلٍ لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم * إنما ذلكم الشيطان يخوِّف أولياءه فلا تخافوهم و خافون إنْ كنتم مؤمنين]. {آل عمران: 173}
    4- إصلاح النفس والمجتمع :
    ولا يتوقف دور الشعوب على المساعدات والدعاء فحسب، بل على المسلمين أن يعملوا على إصلاح أنفسهم من الداخل حتى يصلح الله أمورهم [إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم ] {الرعد : 11}.

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء يوليو 02, 2024 8:13 am